مشاركة مميزة

My Links

On Amazon https://www.amazon.com/SAMY-MAHDY/e/B01A5XNEF4%3Fref=dbs_a_mng_rwt_scns_share On Lulu http://www.lulu.com/spotlight/samymahd...

الجمعة، 3 أبريل 2009

سلسلة دراسات تحليل محتوي آيات القرآن (يوسف عليه السلام مفتي القرآن)


سلسلة دراسات تحليل محتوي آيات القرآن

{الفتوى.}





{يوسف عليه السلام مفتي القرآن}






إعداد :
سامي مهدي


ذو الحجة 1427هـ .






بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ ً﴾
النمل:32


صدق الله العظيم





شكر وإهداء:
إلي طلاب العلم في العالم الإسلامي ,إلي كل الذين قالوا الحق ولم يستمع لهم أحد, إلي كل الذين لم يجدوا راعيا لهم, إلي كل الذين يطلبون العزة والرفعة للإسلام,إلي كل من يحبون بعضهم بعضا ,إلي كل من هم كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا,أهدي إليهم هذا العمل المتواضع ,لعل الله يتقبل منا صالح الأعمال .








سامي مهدي
14/12/1427هـ







الملخص:
تهدف الدراسة إلى استخراج النصوص القرآنية الدالة علي مسألة الفتوى في القرآن والأمور المتعلقة بها وذلك بسحب عينة من آيات القرآن المحتوية علي لفظ (أفتى) و مشتقاته ومستخدمة منهج تحليل المحتوي باستعمال وحدات التحليل الكمي الخمسة ( الكلمة -الجملة - الفقرة -الشخصية - الحيز ) وقد خَلُصت الدراسة إلى أنه باستخدام هذا المنهج العلمي تبين احتواء عينة الآيات القرآنية علي العناصر الرئيسية الخاصة بقضية الفتوى والمسائل المتعلقة بها مثل المفتى والمستفتى و وضوابط الفتوى و تأثيرها على المفتى والمستفتى والمجتمع و تأهيل وسلوك المفتى وتاريخ الفتوى ومتى يتم الاستفتاء ومتى يمتنع عن الاستفتاء.
وتهدف الدراسة أيضا إلي التعامل مع القرآن علي أنه مرجع أساسي للعلم الإسلامي يجب البحث فيه أولا لاستخراج المعلومات الأساسية لمواضيع البحث العلمي المزمع دراستها والخوض فيها قبل البحث في المصادر الأخرى مثل الأحاديث النبوية الشريفة أو المذاهب الفقهية الإسلامية .
وفي ضوء النتائج خرجت الدراسة ببعض التوصيات سيتم ذكرها لاحقا.












دراسة تحليلية نقدية:
(خلفية البحث وأهميته)
أن معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، هو القرآن الذي يتسم عن سائر المعجزات بصفة الاستمرارية والديمومة في عصره وما تلاه من عصور، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ومن هنا اهتم المسلمون بدراسة هذه المعجزة
وراحوا يفسرون الإعجاز فيها، فمن قائل بالإعجاز اللغوي والبياني، ومن قائل بالإعجاز العلمي والنفسي والتربوي إلى غير ذلك.
وبناء علي هذا الإعجاز فعندما نعتمد منهج البحث العلمي بتحليل المضمون واستخدام وحدات التحليل الكمي الخمسة ( الكلمة و الجملة والشخصية والفقرة وحيز المساحة والزمن) علي عينة مسحوبة من آيات القرآن تحتوى علي اللفظ الخاص بدراسة الموضوع الذي سندرسه وبمقارنة النتائج وتكرار العمل عدة مرات فقد تبين لنا كفاءة استخدام هذا الأسلوب في الحصول علي النتائج المرجوة من البحث المنشود واستطاع هذا الأسلوب الإجابة علي معظم التساؤلات المطروحة للبحث فمثلا عند دراسة الجهاد في الإسلام عمدنا إلي سحب عينة من آيات القرآن تحتوى علي لفظ (جهد) ومشتقاته فكانت النتيجة الحصول علي 36 آية وهي:-
بسم الله الرحمن الرحيم
1 -{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ }المائدة53
2 -{وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام109
3 -{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }التوبة79
4 -{وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل38
5 -{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لَّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }النور53
6 - {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً }فاطر42
7 - {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة218
8 - {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }آل عمران142
9 - {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً }النساء95
10 - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة35
11 - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54
12 - {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }الأنفال72
13 - {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }الأنفال74
14 - {وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الأنفال75
15 - {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }التوبة16
16 - {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }التوبة19
17 - {الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }التوبة20
18 - {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }التوبة41
19 - {لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ }التوبة44
20 - {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }التوبة73
21 - {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }التوبة81
22 - {وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ }التوبة86
23 - {لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }التوبة88
24 - {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }النحل110
25 - {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78
26 - {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً }الفرقان52
27 - {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }العنكبوت6
28 - {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }العنكبوت8
29 - {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}العنكبوت69
30 - {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }لقمان15
31 - {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }محمد31
32 - {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }الحجرات15
33 - {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }الصف11
34 - {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }التحريم9
35 - {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة24
36 - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }الممتحنة1

وعند دراسة الآيات التي ذكر فيها لفظ الجهاد(جهد) باستخدام المنهج العلمي بتحليل المضمون واستخدام وحدات التحليل الكمي الخمسة ( الكلمة و الجملة والشخصية والفقرة وحيز المساحة والزمن) كانت النتائج الأولية لتحليل الآيات هي أن الجهاد هو:-
1 – الجهاد بالتواجد مع المؤمنين بالقول وبالعمل.
2 – الجهاد بالإيمان بما جاء بآيات الله .
3 – الجهاد بالجهد لمن لا يجد مالا يتصدق به للجهاد.
4 – الجهاد بالإيمان بوعد الله بأنه يبعث من جاهد كما أخبر سبحانه وتعالي.
5 – الجهاد بطاعة الله ورسوله صلي الله عليه وسلم.
6 – الجهاد بعدم النفور مما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام.
7 – الجهاد بالإيمان والهجرة في سبيل الله ورجاء رحمته ومغفرته.
8 – الجهاد بالصبر ورجاء دخول الجنة .
9 – الجهاد الأفضل بالإيمان بالله و بالمال والنفس أو الجهاد الأقل بالإيمان بالله قاعدا بغير ضرر.
10 – الجهاد بالإيمان والتقوى وابتغاء وسيلة الفلاح في سبيل الله .
11 – الجهاد بعدم الارتداد عن الدين وحب الله وحب المؤمنين والتذلل للمؤمنين والتعزز علي الكافرين وعدم الخوف من لوم اللائمين في ذلك.
12- الجهاد بالإيمان بالله والهجرة وبذل المال والنفس في سبيل الله وإيواء
مهاجرى المؤمنين ونصرهم وولايتهم ونصرة الدين لغير المهاجرين من المؤمنين الذين لا نملك ولاية عليهم.
13 – الجهاد بالإيمان بالله والهجرة والجهاد في سبيل الله بالإيواء والنصرة للمؤمنين وإشاعة المغفرة والرزق بين المؤمنين .
14 – الجهاد بالإيمان بالله والهجرة والجهاد في سبيل الله بولاية أولي الأرحام بعضهم ببعض.
15 – الجهاد بعد م الاعتماد علي غير الله ورسوله والمؤمنين في العمل.
16 – الجهاد بعدم تسوية العمل للدنيا بالعمل للآخرة والإيمان به وعدم الظلم .
17 – الجهاد بالإيمان بالله وبالهجرة والجهاد في سبيل الله بالمال والنفس من أعظم درجات الجهاد.
18 – الجهاد بالنفرة خفافا أو ثقالا وبالجهاد بالمال والنفس في سبيل الله .
19 – الجهاد بالتقوى وعدم التخلف عن الجهاد بالمال والنفس وعدم الاستئذان وتلمس الأعذار في التخلف عن الجهاد.
20 – الجهاد في الله بالغلظة علي الكفار والمنافقين.
21 – الجهاد بحب رسول الله والجهاد بالمال والنفس في سبيل الله .
22 – الجهاد بالإيمان بالله ورسوله وعدم القعود عن الجهاد .
23 – الجهاد بإتباع سنة الرسول والذين آمنوا معه بالمال والنفس.
24 – مجاهدة الفتن والصبر علي الإيمان وهجر ما يغضب الله .
25 – الجهاد في الله حق الجهاد وعدم الحرج فيه وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والعصمة بالله والولاية لله والنصرة به.
26 – الجهاد ضد الكافرين بالقرآن وآياته وعدم طاعتهم .
27 – جهاد النفس ومعرفة أن الله غني عن العالمين.
28 – الجهاد بتنفيذ وصية الله بالإحسان إلي الوالدين وعدم طاعتهم في الشرك بالله.
29 – الجهاد في الله بالإحسان.
30 – الجهاد بعدم طاعة الأهل في الشرك بالله وبمصاحبة الوالدين بالمعروف وإتباع سبيل من أناب إلي الله .
31 – الجهاد بالصبر في سبيل الله.
32 – الجهاد بعدم الريبة ,والصدق والإيمان بالله ورسوله, والجهاد بالمال والنفس.
33 – الجهاد بالعلم بأن الإيمان بالله ورسوله, والجهاد في سبيله بالمال والنفس هو الخير.
34 – الجهاد بحب( الله ورسوله والجهاد في سبيله) عما سواه من أزواج وأبناء وعشيرة وأموال وتجارة ومساكن.
35 – الجهاد بعدم اتخاذ عدو الله وعدو المؤمنين أولياء نلقي إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاء به الله من الحق وأرادوا إخراج الرسول والمؤمنين والجهاد بالرغبة في مرضاة الله ومعرفة أنه سبحانه يعلم بما نخفي ونعلم.

كما أن كلمة الجهاد لم ترتبط في كل هذه الآيات بالقتل ولكن لكي ندرس القتل والقتال يجب استخراج الآيات المحتوية علي لفظ قتل ودراستها بنفس المنهج العلمي الذي تم تجربته وهو تحليل المحتوي.

وأيضا عند دراسة وسائل الدعوة في ضوء الواقع المعاصر تمت دراسة الآيات المحتوية علي لفظ (دعا) ومشتقاته فحصلنا علي 180 آية تحتوى علي هذا اللفظ وتمت دراستهم بنفس المنهج العلمي بتحليل المحتوي باستخدام وحدات التحليل الكمي الخمسة المعروفة وأعطتنا النتائج المرجوة للبحث وهي ما هي الوسائل المناسبة للدعوة في ضوء متغيرات العصر الحاضر؟.

وكذلك عندما أثيرت الحملة المزعومة بالإساءة إلي النبي محمد صلي الله عليه وسلم بحث الباحث في آيات القرآن الكريم لمعرفة كيفية الرد علي هذه الحملة المسعورة فتم سحب عينة من الآيات المحتوية علي لفظ (هزأ) وكانت الآيات هي:-
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - { وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ }البقرة14
2 - { اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }البقرة15
3 - { فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } الانعام5
4 - { وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } الانعام10
5 - { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ } التوبة64
6 - { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } التوبة65
7 - { وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } هود8
8 - { وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } الرعد32
9 - { وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } الحجر11
10 - { إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ } الحجر95
11 - { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } النحل34
12 - { وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون }الانبياء41
13 - { فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } الشعراء6
14 - { ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون } الروم10
15 - { يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } يس30
16 - { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } الزمر48
17 - { فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } غافر83
18 - { وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } الزخرف7
19 - { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } الجاثية33
20 - { وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } الأحقاف26
21 {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }البقرة67
22 - { وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ
آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } البقرة231
23 - { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } المائدة57
24 - { وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ } المائدة58
25 - { وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً } الجاثية56
26 - { ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً } الكهف106
27 - { وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ } الانبياء36
28 - { وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً } الفرقان41
29 - { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } لقمان6
30 - { وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } الجاثية9
31 - { ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } الجاثية 35
صدق الله العظيم
وعند دراسة الآيات التي ذكر فيها لفظ الاستهزاء باستخدام المنهج العلمي بتحليل المضمون واستخدام وحدات التحليل الكمي الخمسة ( الكلمة و الموضوع والشخصية والمفردة ومقاييس المساحة والزمن) كانت النتائج الأولية لتحليل الآيات هي :-
1 – يجب أن نوضح لمن قام بالاستهزاء بضرورة أن يكون ما يقال لنا منهم عند اللقاء غير مخالف لما يقولوه عنا عندما يختلوا بأنفسهم. 2 – يجب أن نعلمهم أن لا يجعلوا طغيانهم علينا ينسيهم قدرة الله عليهم. 3 - أن تكذيب ما جاء به الرسل من الحق والاستهزاء بهم يوردهم موارد الهلاك كالأمم التي قبلهم . 4 - الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو ليس أول رسول يتم السخرية منه والاستهزاء به وذلك سيكون وبالا على كل من فعل ذلك كما حدث لمن سبقوهم واستهزءوا بالرسل.
.5 - المنافقون منا ومن غيرنايخافون أن يحدث شيء كهذا يظهر ما في صدورهم من الغل للمسلمين
ولكن الله يخرج لنا منهم ما كانوا يحذرون.6 – الدعوة بأن الخوض و اللعب والاستهزاء يجب أن لا يمس الله أو آياته أو رسله. 7 – توضيح أن تأخير العذاب من الله للمستهزئين ليس معناه أنه لن يصيبهم ولكن يؤجل إلى وقته. 8 – توضيح أن الذي حدث للمستهزئين من قبل هو ما سوف يحدث للمستهزئين الآن.9 - بحث واستجلاء ما هي الدوافع التي تدفعهم للاستهزاء بكل رسول ومحاولة معالجة هذا الداء إذا أمكن. 10 – توضيح أن من يستهزئ برسولنا الكريم يلقى عقابه من الله مباشرة(إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ). 11 – بيان أن العمل السيئ لا يحصد إلا سيئا. 12 - بيان أن الله يتحسر على العباد الذين أرسل إليهم الرسل ليهدوهم فاستهزءوا بهم. 13 – توضيح أن الفرح والاغترار بما بين أيدي البشر من العلم لا يبرر الاستهزاء بما جاء به الرسل من بينات . 14 – توضيح أن الجحود بآيات الله يحيق بفاعله ما حاق بالأمم الهالكة. 15 – بيان أن الاستهزاء بالحق هو من الجهالة الواجب نفيها بالعلم. 16 – الحث علي إصدار قانون بألا تتخذ آيات الله هزوا أبدا.17 - ْ{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } المائدة57حث المؤمنين أن لا يتخذوا المستهزئين أولياء ولا يقبلوا أن يتولوا أي شيء من أمور المؤمنين من عمل اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي أو غيره. 18 – توضيح أن الاستهزاء يناقض العقل. 19 – العمل علي مجادلة أهل الباطل لدحض استهزاءاتهم بالحق الذي نزل به الرسل.
20 – بيان أن الاستهزاء بالرسل هو كفر بذكر الرحمن .21 - يجب إهانة كل من يستهزئ بالرسل ويشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله تحت مبدأ (ولا تزر وازرة وزر أخرى) لتحقيق العدل .22 - عدم قبول إستعتاب أو أسف من قام بالهزأ من الله ورسله وآياته وتسجيلها كوصمة عار لا تغتفر وتوكيل أمره إلى الله إذا أراد تعذيبه أو أراد توبته.

......وهكذا فإن أي موضوع قد يطرح للبحث هو قابل للدراسة بنفس المنهج العلمي لتحليل المحتوى من العينة المسحوبة من الآيات والمحتوية علي اللفظ المطلوب للبحث بشرط التوفيق في اختيار اللفظ الصحيح الذي نريد أن تكون عينة الآيات محتوية عليه وذلك لتحقيق النجاح في الحصول علي النتائج المرجوة للدراسة.













إجراءات البحث:
مشكلة الدراسة:
يمكن تحديد مشكلة البحث في السؤال الرئيسي التالي: ما مدى احتواء الآيات القرآنية علي العناصر الرئيسية الخاصة بقضية الفتوى والمسائل المتعلقة بها؟
أهداف البحث:
حصر النصوص القرآنية الخاصة بقضية الفتوى لمعرفة مدى اشتمال الآيات علي العناصر الرئيسية الخاصة بقضية الفتوى والمسائل المتعلقة به مثل المفتى والمستفتى و الفتوى وضوابطها و تأثير الفتوى على المفتى والمستفتى والمجتمع و تأهيل وسلوك المفتى وتاريخ الفتوى ومتى يتم الاستفتاء ومتى يمتنع عن الاستفتاء
حدود البحث:
· اقتصرت عينة الدراسة على تحليل نصوص القرآن الكريم المحتوية علي لفظ الفتوى فقط للإجابة عن التساؤلات الخاصة بقضية الفتوى .
مصطلحات البحث:
النصوص القرآنية: هي آيات من القرآن الكريم.
معاني الكلمات(أفتى-الملأ-شرع) : يتم البحث عنها في مراجع اللغة العربية مثل مختار الصحاح والمعجم الوجيز وزبدة الكلمات.
الوحدة الأولى:
(تحليل آيات الفتوى)
اشتملت علي تحليل الآيات التسع المحتوية علي لفظ الفتوى.
الوحدة الثانية:
(تحليل الجمل)
اشتملت علي تحليل الجمل داخل تلك الآيات التسع.
الوحدة الثالثة:
(تحليل الكلمات)
اشتملت علي تحليل الكلمات داخل تلك الآيات.

الوحدة الرابعة:
(تحليل الشخصيات)
اشتملت علي تحليل الشخصيات الواردة داخل تلك الآيات.
الوحدة الخامسة:
(تحليل الحيز)
اشتملت علي تحليل حيز تلك الآيات في القرآن.
الوحدة السادسة:
(السلوك والتأهيل في الفتوى).
اشتملت علي تحليل السلوك والتأهيل في الفتوى لكل من المفتى والمستفتى من واقع تلك الآيات.
الوحدة السابعة:
(تاريخ الفتوى في ضوء المتغيرات المعاصرة).
الوحدة الثامنة:
(ضوابط الفتوى).
الوحدة التاسعة:
(الاستنتاجات)
اشتملت علي الاستنتاجات المشتقة من دراسة ما سبق.
الوحدة العاشرة:
(التوصيات والبحوث المقترحة).








الوحدة الأولي:
(تحليل آيات الفتوى)
المسألة الأولي:
الحاكم يستفتي الملأ .
بسم الله الرحمن الرحيم
1 –
{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ }يوسف43
صدق الله العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
2 –
{قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ }النمل32
صدق الله العظيم
القضية الأولي .
{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ }يوسف43.(وقال الملك) ملك مصر الريان بن الوليد (إني أرى) أي رأيت (سبع بقرات سمان يأكلهن) يبتلعهن (سبع) من البقر (عجاف) جمع عجفاء (وسبع سنبلات خضر وأخر) أي سبع سنبلات (يابسات) قد التوت على الخضروعلت عليها (يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي) بينوا لي تعبيرها (إن كنتم للرؤيا تعبرون) فاعبروها لي.
الحاكم يستفتي الملأ في رؤيته.
وهي التي رآها في منامه والتي هي جزء من إعلام الله لخلقه عن الغيب وأمثلتها كثيرة في التاريخ وتحدث للأنبياء كما تحدث لغيرهم وهي جزء من بضع وسبعون جزء من النبوة.
وكان جواب ملأه من المقربين والعلماء وأهل المشورة.
بسم الله الرحمن الرحيم
{قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ }يوسف44.
صدق الله العظيم
ولكن رجلا من الناس تذكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ }يوسف45.
صدق الله العظيم
فذهب إلي المفتي العالم بتأويل الأحاديث يوسف عليه السلام.
* دليل علم يوسف عليه السلام بتأويل الأحاديث.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - { وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } يوسف6.
2 - { وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } يوسف21.
3 - { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } يوسف101.
صدق الله العظيم.

واستفتاه الرجل في القضية.
{يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ }يوسف46.
فأفتي لهم يوسف عليه السلام في القضية لكي يعلم الناس تأويلها وماذا يفعلون .
{قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ }يوسف47.
{ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ }يوسف48.
{ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ }يوسف49.
القضية الثانية.
الحاكمة تستفتي الملأ في الخطاب الذي القي إليها من الهدهد.

{قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ }النمل32
(قالت يا أيها الملأ أفتوني) بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بقلبها واوا أي أشيروا علي (في أمري ما كنت قاطعة أمرا) قاضيته (حتى تشهدون) تحضرون.
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ{29} إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ{30} أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ(31)النمل.

فكان ردهم
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ{33}النمل
فكان رأيها
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ{34} وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ{35}النمل.

وقبل أن نخوض في الدروس المستفادة من القضيتين يجب أن نعرف من هم الملأ:
1 - { قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } ص60.
2 -{قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ }الأعراف66.
3 - {قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ }الأعراف75.
4 - {قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ }الأعراف88.
5 - {وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ }الأعراف90.
6 - {قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ }الأعراف109.
7 - {وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ }الأعراف127.
8 - {فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ }هود27.
9 - {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ }يوسف43.
10 - {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ }المؤمنون24.
11 - {وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ }المؤمنون33.
12 - {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ }النمل29.
13 - {قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ }النمل32.
14 - {قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ }النمل38.
15 - {وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ }القصص20.
16 - {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ }القصص38.
17 - {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ }ص6.
18 - {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }البقرة246.
والملأ في اللغة هم الجماعة يجتمعون علي رأي فيملئون العيون رواء ومنظرا والنفوس بهاء وجلالا ,قال (ألم تر إلي الملأ من بني إسرائيل),وهم أشراف القوم وسراتهم والجمع أملاء ويقال ما كان هذا الأمر عن ملأ منا أي عن مشاورة أي أنهم أهل المشورة والرأي.
الدروس المستفادة :-
هناك علاقة وثيقة بين الحاكم والملأ فهم مصدر الفتوى كل منهما للأخر ففي الحالة الأولي حين طلب الملك الفتوى عن رؤيته من الملأ ولم يستطيعوا الإجابة ووصل الأمر بأن أصبحت القضية قضية رأي عام لدي الناس فذهب رجل من
الناس إلي المفتي العالم بهذه الأمور وهو يوسف عليه السلام ليجيب الناس عن هذه الفتوى لعلهم يعلمون تأويلها فامتد الأمر في هذا من الملأ إلي الناس
مما يدل علي أنه إذا لم ينجح الملأ في الإجابة عن الفتوى فيجوز أن يمتد السؤال إلي الناس ليجيب من يعلم منهم عن هذه الفتوى التي طرحها الملك.
وفي الحالة الثانية حينما طلبت الملكة من الملأ الفتوى فردوا عليها الأمر بأن هذا يقع في نطاق سلطتها فلتأمر بما تراه لينفذوه وهنا طلب الملأ من الملكة الفتوى مما يجيز أن يطلب الملأ من الملك الفتوى وكذلك يجيز أن يطلب الرجال من النساء الفتوى .
وتحدد الآيتين العلاقة بين الحاكم والملأ ففي الحالة الأولي استفتى الحاكم رؤيا أرقته فظن أن لها مغزى يؤثر علي حكمه فاستفتى ملأه فيها ثم امتدت الفتوى إلي الناس حتى وجدوا من يفسرها لهم وهو العالم بتأويل الأحاديث يوسف عليه السلام وهذا يدل علي أنه يجوز للحاكم أن يستفتي ملأه حتى في الرؤيا التي يراها أما في الحالة الثانية فإن الحاكم لم يكن يقطع أمرا يستحق أن يفتي فيه بأمر قاطع حتى يشهد ملأه علي هذا الأمر وهذا يوضح أنه لا يجوز للحاكم أن يستأثر بالفتوى في الأمور التي تحتاج أن يفتي عليها فتوى قاطعة حتى يشهد ملأه عليها ولا تكون الأمور هي سرية بالنسبة إلي الملأ لا يعلمون عنها شيئا بل يجب أن يشهد عليها الملأ ليفتوا فتوى قاطعة في هذا الأمر وإلا ردوه إلي الحاكم إذا كان هذا الأمر يقع ضمن سلطات وصلاحيات الحاكم مثل أمور الحرب أو المعاهدات أو التحالفات بين الأمم والممالك.

المسألة الثانية:
العامة والخاصة يستفتون المفتي.
1 - {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ }يوسف46.
يا (يوسف أيها الصديق) الكثير الصدق (أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون) تعبيرها.
2 - {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ }يوسف41.
(يا صاحبي السجن أما أحدكما) أي الساقي فيخرج بعد ثلاث (فيسقي ربه) سيده (خمراً) على عادته (وأما الآخر) فيخرج بعد ثلاث (فيصلب فتأكل الطير من رأسه) هذا تأويل رؤاكما فقالا ما رأينا شيئاً فقال (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان) سألتما عنه صدقتما أم كذبتما.
القضية الأولي .
الناس تستفتي المفتي في القضايا العامة.
بدأت القضية رؤيا شخصية للملك رآها في المنام وعندما ألحت علية وأرقته وطلب لها تفسير ولم يستطيع الملأ أن يجيب علي استفهام الملك تحولت رؤيا الملك إلي قضية عامة تشغل الناس جميعا فذهب ساقي الملك إلي يوسف المفتي العالم بتأويل الأحاديث ليفسر له هذه الرؤيا فيرجع إلي الناس كي يعلمون تأويلها.
القضية الثانية:
الخاصة تستفتي المفتي في القضايا الخاصة.
تبدأ القضية برؤيتي صاحبي يوسف في السجن فذهبا إلي المفتي العالم بتأويل الأحاديث ليفسرها لهما فيقضي الأمر في بيان تأويل رؤيتهما .
الدروس المستفادة.
يجوز للعامة والخاصة أن يستفتوا المفتى في قضاياهم شريطة أن يكون هذا المفتى كفؤا للرد علي هذه القضايا وتقع في مجال علمه الذي تعلمه بكفاءة وإتقان فيوسف عليه السلام كان عالما بتأويل الأحاديث مما علمه ربه سبحانه وتعالي وهذا يوضح أن يستفتى لكل أمر من هو عالما كفؤا بهذا الأمر فلا يستفتى في الطب مهندسا مثلا بل طبيبا متخصصا في الذي يستفتى فيه وكذلك في الأمور الشرعية يستفتى
من هو عالما متخصصا في هذه الأمر المستفتي فيه وحبذا لو كان متمرسا وصاحب دراسات وأبحاث معترف بها في هذا الأمر فالمفتى يجب أن يكون رجل قد صدقت فتواه بواقع علمه من قبل في عدة أمور والقياسات في هذا كثيرة من واقع قصص الصحابة رضوان الله عليهم مثل عمر بن الخطاب الذي أفتي بقتل أسري المسلمين من الكفار في بدر ونزل القرآن ليدعم هذا الأمر وكذلك تمني بأن تحرم الخمر ونزل القرآن ليدعم هذا الأمر .....الخ.

المسألة الثالثة:
القضايا العقلية وحكم الاستفتاء فيها.
1 - {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ }الصافات11.
(فاستفتهم) استخبر كفار مكة تقريرا أو توبيخا (أهم أشد خلقا أم من خلقنا) من الملائكة والسموات والأرضين وما فيهما وفيه الإتيان بمن تغليب العقلاء (إنا خلقناهم) أي أصلهم آدم (من طين لازب) لازم يلصق باليد المعنى أن خلقهم ضعيف فلا يتكبروا بإنكار النبي والقرآن المؤدي إلى هلاكهم اليسير.

2 - {فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ }الصافات149.
(فاستفتهم) استخبر كفار مكة توبيخا لهم (ألربك البنات) بزعمهم أن الملائكة بنات الله (ولهم البنون) فيختصون بالأسمى.
القضية العقلية الأولي:
هو سؤال مطروح معروف إجابته مسبقا والسؤال هو هل الكفار أشد خلقا؟ أم خلق الله الذي خلقهم من الملائكة والسموات والأراضين وما فيهما؟ فقد خلق الإنسان من طين لازب وبالطبع الإجابة هي أن خلق الله هم أشد خلقا ,فلماذا إذا يسأل هذا السؤال ؟ والإجابة أن هذا السؤال يسأل رغم بدأ الآية بالأمر بالاستفتاء وذلك لبيان مدي قلة عقل الكفار الذي فشلوا في إجابة السؤال العقلي السهل
وهو هل هم أشد خلقا أم من خلق الله من المخلوقات؟ فكيف يتم استفتاءهم وهم متحيرون لا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال وهذا يشبه تماما أن تسأل طالبا كم مجموع العدد 1+1 فإذا
لم يكن يعرف أن المجموع يساوي(2) فهل يمكن أن تستفتي هذا الشخص فيما هو أكبر من هذه المسألة.
القضية العقلية الثانية.
وهي تماثل القضية الأولي وهو هل ممكن أن نستفتي الكفار أن يعطوا الشيء الذي لا يرغبوه وهو البنات إلي الله ويأخذوا الشيء الذي يحبوه لأنفسهم وهو البنون وهل هذا منطق سليم أن يعطي الكفار الله ما لا يحبون ويأخذوا لأنفسهم ما يحبون؟
فكيف نستفتيهم في هذا؟.
الدروس المستفادة :
لا يجوز استفتاء الكفار ممن ثبت عدم رجاحة عقلهم في أحكامهم علي الأمور وهو ما ثبت عن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم فهو لم يستفتيهم في القضيتين رغم نزول القرآن بالقول( فاستفتهم) .

المسألة الرابعة:
الناس تستفتي الرسول عليه الصلاة والسلام والله يجيب علي الفتوى الشرعية للناس.
1 - {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً }النساء127.
2- {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا
تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }النساء176.
القضية الأولي .
يطلب الناس منك -أيها النبي صلي الله عليه وسلم- أن تبين لهم ما أشكل عليهم فَهْمُه من قضايا النساء وأحكامهن, قل الله تعالى يبيِّن لكم أمورهن, وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تعطونهن ما فرض الله تعالى لهن من المهر والميراث وغير ذلك من الحقوق, وتحبون نكاحهن أو ترغبون عن نكاحهن, ويبيِّن الله لكم أمر الضعفاء من الصغار, ووجوب القيام لليتامى بالعدل وترك الجور عليهم في حقوقهم. وما تفعلوا من خير فإن الله تعالى كان به عليمًا, لا يخفى عليه شيء منه ولا من غيره.
القضية الثانية.
سألونك -أيها الرسول صلي الله عليه وسلم - عن حكم ميراث الكلالة, وهو من مات وليس له ولدٌ ولا والد, قل: الله يُبيِّن لكم الحكم فيها: إن مات امرؤ ليس له ولد ولا والد, وله أخت لأبيه وأمه, أو لأبيه فقط, فلها نصف تركته, ويرث أخوها شقيقًا كان أو لأب
جميع مالها إذا ماتت وليس لها ولد ولا والد. فإن كان لمن مات كلالةً أختان فلهما الثلثان مما ترك. وإذا اجتمع الذكور من الإخوة لغير أم مع الإناث فللذكر مثل نصيب الأنثيين من أخواته. يُبيِّن الله لكم قسمة المواريث وحكم الكلالة, لئلا تضلوا عن الحقِّ في أمر المواريث. والله عالم بعواقب الأمور, وما فيها من الخير لعباده.
الدروس المستفادة.
لا يجوز الإفتاء بغير علم فرغم أن الناس قد استفتوا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم فهو لم يجيب عليهم بنفسه إلا بعد أن أوحي الله إليه بالقرآن ليقول قل الله يفتيكم أي أن الأمر ليس من الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم بل هو من الله جل جلاله الذي أجاب عن هذه الفتوى وذلك لأن الله بكل شيء عليما.


المسألة الخامسة:
لا تستفت ما هو رجما بالغيب.
1 - {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً }الكهف 22
(سيقولون) أي المتنازعون في عدد الفتية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أي يقول بعضهم هم (ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون) أي بعضهم (خمسة سادسهم كلبهم) والقولان لنصارى نجران (رجما بالغيب) أي ظنا بالغيبة عنهم وهو راجع إلى القولين معا ونصبه على المفعول له أي لظنهم ذلك (ويقولون) أي المؤمنون (سبعة وثامنهم كلبهم) الجملة من المبتدأ وخبره صفة سبعة بزيادة الواو وقيل تأكيد ودالة على لصوق الصفة بالموصوف ووصف الأولين بالرجم دون الثالث دليل على أنه مرضي وصحيح (قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل) وقال ابن عباس أنا من القليل وذكرهم سبعة (فلا تمار) تجادل (فيهم إلا مراء ظاهرا) مما أنزل عليك (ولا تستفت فيهم) تطلب الفتيا (منهم) من أهل الكتاب اليهود (أحدا) وسأله أهل مكة عن خبر أهل الكهف فقال أخبركم به غدا ولم يقل إن شاء الله فنزل
الدروس المستفادة.
لا يجوز الاستفتاء فيما هو رجما بالغيب ولا يعتمد علي علم يقيني وهو مما لم يرد فيه علم كأن يطلب أحدهم الإجابة عن السؤال مثلا ما هو لون عينين فرعون موسي عليه السلام؟ وهذا شيء في حدود علمنا لم يرد فيه علم فلا يجوز الاستفتاء فيه.
و مما سبق يتضح أن :-
1 - العلاقة بين الحاكم والملأ والناس والفتوى هي علاقة ديناميكية متحركة وليست جامدة فالحاكم يستفتي الملأ في أمور الحكم ولا يخفي عنهم شيء يختص به لنفسه والملأ يستفتون الحاكم في قضاء أمر الفتوى إذا وجدوا أن الأمر يرجع إليه في النظر لأمر الفتوى من واقع السلطة المنيطة إليه ويستفتي الحاكم الناس
إذا فشل الملأ في الوصول إلي قرار في أمر الفتوى والناس يستفتون الحاكم في إيجاد الحل لما يواجههم من مشاكل دنيوية أو شرعية.
2 – في القضايا العامة والخاصة لا يستفتي فيها إلا العالم المتخصص لنوع الفتوى المطلوبة.
3 – يستفتي المرء علي قدر ما يعقل ولا يستفتي في الأمور التي تفوق قدرته العقلية.
4 – في أمور الشريعة فإن الله هو المفتي .
5 – لا يستفتي فيما هو رجما بالغيب.


















الوحدة الثانية:
(تحليل الجمل)
المسألة الأولي
تكرار الجمل
1 - (يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي) يوسف43
(يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي) النمل32
تكرار الجمل بنفس النص في القرآن لتدل علي الارتباط الوثيق بين كلمات النص الذي يبدو كوحدة واحدة فهذه الكلمات لا تفارق بعضها بعضا (مثل جملة أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ التي تكررت خمس مرات في آيات الجهاد) فهنا كلمة الملأ ترتبط ارتباطا قويا بكلمة أفتوني والجملة في معناها إذا سمعت تدل علي إن النداء( يا أيها ) كان من ملك كما تدل أيضا علي ارتباط الحاكم الوثيق وحاجته إلي فتاوى الملأ في حكمه وقد ذكرت هذه الجملة مرتين فقط في القرآن الكريم وكان المصدر الذي قالها هو حاكم في كلتا الحالتين والملأ في التعريف هم جماعة المشورة لدي الحاكم وهم قد يكونوا قليلون أو كثيرون حتى يكونوا من الناس في بعض الحالات.
(قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي) النمل32
الجملة هنا من الملكة وهي تدعو الملأ للفتوى في أمور الحكم وهي بهذا تجعل الحكم مشاركة بينها وبين الملأ ولا تستأثر بالفتوى لنفسها.

(مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ )النمل32
تحدد الجملة هنا أن الملكة لا تدع أمرا من الأمور التي يجب تكون لها فتوى قاطعة إلا وتشرك الملأ في هذا الأمر ويكونوا شاهدين علي هذا الأمر وليس مخفيا عنهم.
(إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ )يوسف43
يسأل الملك في هذه الجملة الملأ بأن يفتوه في رأياه إذا كانوا يستطيعون أن يفسروا الرؤيا التي يراها الناس في الأحلام.
(يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا) يوسف46.
الجملة هنا تلصق الفتوى بالصدق وهي تحدد أنه لابد أن يكون المفتي صديقا يشهر عنه كثرة الصدق وأن المفتي قد عرف عنه بالمتابعة صدق فتواه من قبل وهذه الصفة من الصفات الأساسية المطلوبة في المفتي.

(لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ )يوسف46.
تحدد الجملة حاجة الناس إلي الفتوى التي توضح لهم الأشياء التي يشكل عليهم فهمها ليتعلموا ما هو المقصود منها .

2 - (سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) يوسف43
(سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) يوسف46.
تكرار الجمل هنا يدل علي ضرورة تحري الدقة والنقل الصادق لنص القضية فقد ذكرت هاتين الجملتين مرتين بنفس النص في القرآن مرة علي لسان ملك والمرة الأخرى علي لسان رجل من الناس يطلب الفتوى في هذه المسألة وهي قضية من القضايا التي يطلب فيها تأويل الأحاديث وهذا يدل علي أنه إذا لم تنقل مسألة الفتوى بأمانة فقد يؤدي هذا إلي الإجابة غير الصحيحة علي الفتوى

3 - (قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ) النساء127.
( قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ) النساء176.
الجملتين هما لطلب الفتوى من رسول الله صلي الله عليه وسلم في قضيتين هما الكلالة والنساء وهما قضيتين شرعيتين لم يكن الله قد أنزل فيهما شيئا ولهذا كان الجواب قل الله يفتيكم لأنه الله جل جلاله هو صاحب العلم في هاتين القضيتين.
و لم تذكر هاتين الجملتين سوى مرتين في القرآن والقضيتين التين ذكرتا فيهما هي قضايا شرعية لا يعلم الحكم فيهما سوي الله مثلها مثل باقي القضايا الشرعية التي يشرعها الله بحكمه جل جلاله وهو بكل شيء عليم.
المسألة الثانية
تشابه مضمون الجمل
(وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً)
(يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ)
(وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
الجملة الأولي تحدد أن ما يفعله المسلمين من خير فإن الله كان به عليما وهي تبين علم الله بكل ما يفعله الناس من خير.
والجملة الثانية تبين أن الله يؤمر الناس بما يمنعهم أن يضلوا.
والجملة الثالثة توضح السبب وذلك لأن الله بكل شيء عليم.
والجمل الثلاثة في مجملها توضح أن الله هو العليم بكل شيء ولهذا فهو أعلم من يستفتي.

(وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً }الكهف 22
الأمر هنا واضح بعدم استفتاء أحدا في قضايا الرجم بالغيب وهؤلاء هم الذين يقولون أنهم ثلاثة ورابعهم كلبهم أو خمسة وسادسهم كلبهم أو سبعة وثامنهم كلبهم
وذلك رجما بالغيب ولا يعلم عدتهم إلا الله وقليلا من الناس ممن لا نعلمهم نحن ولم يخبرنا الله عنهم.
{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ)
(وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ)
(وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ)
الكهف 22

الثلاثة أقوال كلها هي رجما بالغيب و لا ترجع إلي علم يقيني فما الذي يمنع أن يكونوا أربعة و خامسهم كلبهم أو ستة وسابعهم كلبهم أو ثمانية وتاسعهم كلبهم فكلها أقوال هي رجما بالغيب .
(قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ)
هذه الجملة تحدد سبب عدم الاستفتاء من الذين يقولون بدون علم يقيني وذلك لأن الله هو أعلم بعدد أهل الكهف ولا يعلمهم إلا قليل من الناس لم يدل عليهم الله لنستفتيهم.
فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً }الكهف 22
تحدد الجملة بأنه لا يجوز المجادلة والمناظرة في بيان أهل الكهف إلا بما هو بين وظاهر بالحجج اليقينية وليس رجما بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله .

(فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا) الصافات11.
(فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ) الصافات149.
الجملتين لطلب الاستفتاء في قضيتين محسوم الجواب فيهما مسبقا وهذا توبيخ وتقليل من شأن عقل من يطلب منه الفتوى وهما يظهران حرص النبي صلي الله عليه وسلم في أن يهدي الكافرين رغم أنهم لا يملكون العقل الذي يميزون به ولهذا يطلب منه الله أن يستفتيهم في قضايا عقلية ليعلم الرسول أنهم لا يعقلون أصلا فلا يأسي عليهم.
* دليل تأسي الرسول صلي الله عليه وسلم علي الكافرين.
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }المائدة68
{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً }الكهف6
{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }الشعراء3.
صدق الله العظيم

* ودليل قلة عقل الكافرين.
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179.
{أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }الفرقان44.
صدق الله العظيم

(إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ )الصافات11.
الجملة هنا تحدد بداية الخلق من طين لازب أي يلتصق باليد إذا أمسكتة .


المسألة الثالثة
تفصيل الجمل وتفسيرها بعضها لبعض

1 –
(وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ) النساء127.
تحدد هذه الجملة قضية الفتوى وهن النساء اللاتي لهن حقوق في الميراث لكونهن يتامى ويرغب من تولوهن أن لا يعطوهن ما كتبه الله لهن من حقوق ويرغبون أن ينكحوهن فيأمرهم الله بالأمر التالي:-
(وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ)
يأمر الله من تولي أمر اليتامى من النساء بأن يقسطوا ويعدلوا فيهن ويعطوهن ما كتب الله لهن من حقوق في كل الحالات .
(وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ)
وكذلك يأمر الله بأن بالعدل والقسط مع المستضعفين من الولدان صغار السن الذين لهم ميراث لمن تولي أمرهم من المسلمين.
(وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً )
تحدد هذه الجملة أن الله عليم بما يفعله المسلمين من خير مع من تولي أمر اليتامى من النساء و المستضعفين من الولدان .

2 –
(إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ)
تحدد هذه الجملة معني الكلالة وهي إن هلك شخص ما ليس له ولد يرثه.
( وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ)
تحدد هذه الجملة ميراث الأخت للشخص الذي هلك وليس له ولد يرثه بأن يكون لها نصف ما ترك هذا الشخص من ميراث.
(وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا)
تحدد هذه الجملة إن كان الشخص الذي هلك أنثى وليس لها ولد يرثها فيرثها أخوها ويكون له الميراث كاملا.
(فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ)
تحدد هذه الجملة إن كان الشخص الذي هلك وليس له ولد يرثه وله أختان فإنهما يرثا الثلثان مما ترك .
(إِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )
تحدد هذه الجملة إن كان الشخص الذي هلك وليس له ولد يرثه له أخوة رجالا ونساء فإن نصيب الذكر من ميراثه ضعف نصيب الأنثى.

3 –
(قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)
تحدد الآية علاقة القضاء بالفتوى , ففتوى القضاء هي التي تفصل في الأمور المستشكلة المعروضة عليها سواء كانت علمية أو شرعية أو قانونية أو عقلية.
(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ)
ذكرت هذه العبارة مرتين في القرآن وهي عبارة تتسم بالود مع رفقاء يوسف عليه السلام بالسجن لتوضيح ما تتبعها من عبارات.

ومما سبق يتضح أن :-
تركيب الجمل في القرآن هو تركيب مميز فهي إما تكون جمل مبينة لحقيقة لا تخضع للشك مثل(إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ ) أو جمل تكون وحدة بنائية متكررة غير منفصلة مثل (يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي) أو جمل تفسر وتوضح بعضها بعضا مثل (إِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ).















الوحدة الثالثة:
(تحليل الكلمات)

1 - {يَا/ صَاحِبَيِ/ السِّجْنِ/ أَمَّا/ أَحَدُكُمَا/ فَيَسْقِي/ رَبَّهُ/ خَمْراً/ وَ/أَمَّا/ الآخَرُ/ فَيُصْلَبُ/ فَتَأْكُلُ/ الطَّيْرُ/ مِن/ رَّأْسِهِ/ قُضِيَ/ الأَمْرُ/ الَّذِي/ فِيهِ/ تَسْتَفْتِيَانِ/ }يوسف41.
2 - {و/َقَالَ/ الْمَلِكُ/ إِنِّي/ أَرَى/ سَبْعَ/ بَقَرَاتٍ/ سِمَانٍ/ يَأْكُلُهُنَّ /سَبْعٌ/ عِجَافٌ/ وَ/سَبْعَ/ سُنبُلاَتٍ/ خُضْرٍ/ و/َأُخَر/َ يَابِسَاتٍ/ يَا/ أَيُّهَا/ الْمَلأُ/ أَفْتُونِي/ فِي/ رُؤْيَايَ/ إِن/ كُنتُمْ/ لِلرُّؤْيَا/ تَعْبُرُونَ/ }يوسف43.
3 - {يُوسُفُ/ أَيُّهَا /الصِّدِّيقُ /أَفْتِنَا/ فِي/ سَبْعِ/ بَقَرَاتٍ/ سِمَانٍ/ يَأْكُلُهُنَّ/ سَبْعٌ/ عِجَافٌ/ وَ/سَبْعِ/ سُنبُلاَتٍ/ خُضْرٍ/ وَ/أُخَرَ/ يَابِسَاتٍ/ لَّعَلِّي/ أَرْجِعُ/ إِلَى/ النَّاسِ/ لَعَلَّهُمْ/ يَعْلَمُونَ /}يوسف46.
4 - {سَيَقُولُونَ/ ثَلَاثَةٌ/ رَّابِعُهُمْ/ كَلْبُهُمْ/ وَ/يَقُولُونَ/ خَمْسَةٌ/ سَادِسُهُمْ/ كَلْبُهُمْ/ رَجْماً/ بِالْغَيْبِ/ و/َيَقُولُونَ/ سَبْعَةٌ/ و/َثَامِنُهُم/ْ كَلْبُهُم/ْ قُل/ رَّبِّي/ أَعْلَمُ/ بِعِدَّتِهِم/ مَّا/ يَعْلَمُهُمْ/ إِلَّا /قَلِيلٌ /فَلَا/ تُمَار/ِ فِيهِم/ْ إِلَّا/ مِرَاء/ ظَاهِراً/ وَ/لَا/ تَسْتَفْتِ/ فِيهِم/ مِّنْهُمْ/ أَحَداً/ }الكهف 22
5 - {قَالَتْ/ يَا/ أَيُّهَا/ المَلَأُ/ أَفْتُونِي/ فِي/ أَمْرِي/ مَا/ كُنتُ/ قَاطِعَةً/ أَمْراً/ حَتَّى/ تَشْهَدُونِ /}النمل32
6 - {فَاسْتَفْتِهِمْ /أَهُمْ/ أَشَدُّ/ خَلْقاً/ أَم/ مَّنْ/ خَلَقْنَا/ إِنَّا/ خَلَقْنَاهُم/ مِّن/ طِينٍ/ لَّازِبٍ/ }الصافات11.
7 - {فَاسْتَفْتِهِمْ/ أَلِرَبِّكَ/ الْبَنَاتُ/ وَ/لَهُمُ/ الْبَنُونَ/ }الصافات149.
8 - {و/َيَسْتَفْتُونَكَ/ فِي/ النِّسَاء/ قُلِ/ اللّهُ/ يُفْتِيكُمْ/ فِيهِنَّ/وَ/مَا/ يُتْلَى/ عَلَيْكُمْ/ فِي/ الْكِتَابِ/ فِي/ يَتَامَى/النِّسَاء/ الَّلاتِي/ لاَ/ تُؤْتُونَهُنَّ/ مَا/ كُتِبَ/
لَهُنَّ/ و/َتَرْغَبُونَ/ أَن/ تَنكِحُوهُنَّ/ و/َالْمُسْتَضْعَفِينَ/ مِنَ/ الْوِلْدَانِ/ و/َأَن/ تَقُومُواْ/ لِلْيَتَامَى/ بِالْقِسْطِ /و/َمَا/ تَفْعَلُواْ/ مِنْ/ خَيْر/ٍ فَإِنّ/َ اللّهَ/ كَانَ/ بِهِ/ عَلِيماً/ }النساء127.

9 - {يَسْتَفْتُونَكَ/ قُلِ/ اللّهُ/ يُفْتِيكُم/ْ فِي/ الْكَلاَلَةِ/ إِنِ/ امْرُؤٌ /هَلَكَ/ لَيْسَ/ لَهُ/ وَلَدٌ/ وَ/لَهُ/ أُخْتٌ/ فَلَهَا/ نِصْفُ/ مَا/ تَرَكَ/ و/َهُوَ/ يَرِثُهَا/ إِن/ لَّمْ/ يَكُن/ لَّهَا/ وَلَدٌ/ فَإِن/ كَانَتَا/ اثْنَتَيْنِ/ فَلَهُمَا/ الثُّلُثَانِ/ مِمَّا/ تَرَكَ/ و/َإِن/ كَانُواْ/ إِخْوَةً/ رِّجَالاً/وَ/نِسَاء/ فَلِلذَّكَرِ/ مِثْلُ/ حَظِّ/ الأُنثَيَيْنِ/ يُبَيِّنُ/ اللّهُ/ لَكُمْ/ أَن/ تَضِلُّواْ/ وَ/اللّهُ/ بِكُلِّ/ شَيْءٍ/ عَلِيمٌ/ }النساء176.

تمثل كلمات الآيات التسع مجتمعا متكاملا لقضية الفتوى والمسائل التي يمكن أن تطلب للاستفتاء عليها كما تمثل إعجاز القرآن في نظم الألفاظ نظما يعطي إعجازا بيانيا ليس له مثيل فهاهي الكلمات كما سنسردها وليحاول أي متحد للقرآن في إعادة صياغتها ليعطي معني إعجازي بليغ كما فعل القرآن ولكنه لن يستطيع , وسيصدق القرآن فيما قال تعالي:-
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }البقرة23

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }يونس38

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }هود13
صدق الله العظيم
أما كلمات التسع آيات فبيانها كالتالي:-
1 - كلمات ذكرت مرة واحدة ((هُوَ/يَرِثُهَا/لَّمْ/رِّجَالاً/فَلِلذَّكَرِ/الأُنثَيَيْنِ/مِثْلُ/حَظِّ/يُبَيِّنُ/تَضِلُّواْ/شَيْءٍ/تَقُومُواْ/بِالْقِسْطِ/
تَفْعَلُواْ/خَيْر/بِهِ / بِكُلِّ/الْكَلاَلَةِ/امْرُؤٌ/هَلَكَ/لَيْسَ/ تَنكِحُوهُنَّ /الْمُسْتَضْعَفِينَ /الَّلاتِي / تُؤْتُونَهُنَّ / تَرْغَبُونَ/ يُتْلَى / عَلَيْكُمْ/ الْبَنُونَ/ أَم / إِنَّا / طِينٍ / لَّازِبٍ / الْبَنَاتُ/ظَاهِرا / قَاطِعَةً / حَتَّى/ تَشْهَدُونِ / أهُمْ / أَشَدُّ/ قَلِيلٌ/ بِالْغَيْبِ/ رَجْماً / بِعِدَّتِهِم/اثْنَتَيْنِ/ ثَلَاثَةٌ/ رَّابِعُهُم/ خَمْسَةٌ/ سَادِسُهُمْ / ثَامِنُهُم / الثُّلُثَانِ/ نِصْفُ/ تَعْبُرُونَ / يُوسُفُ / الصِّدِّيقُ أَرْجِعُ/ إِلَى /النَّاسِ / الْمَلِكُ/ إِنِّي/ الَّذِي/ رَّأْسِهِ / قُضِيَ/ الطَّيْرُ/ فَيُصْلَبُ/ خَمْرا/ فَيَسْقِي /السِّجْنِ/ صَاحِبَيِ ))

2 – كلمات ذكرت مرتين ((أَمَّا/ أَمَّا - أَحَدُكُمَا/ أَحَداً - بَقَرَاتٍ/ بَقَرَاتٍ - سِمَانٍ/ سِمَانٍ - عِجَافٌ/ عِجَافٌ - سُنبُلاَتٍ/ سُنبُلاَتٍ - خُضْرٍ/ خُضْرٍ- يَابِسَاتٍ/ يَابِسَاتٍ
- الْمَلأُ/ الْمَلأُ- لَّعَلِّي/ لَعَلَّهُمْ - إِلَّا/ إِلَّا - تُمَار/ مِرَاء - الْكِتَابِ/ كُتِبَ- يَتَامَى/ لِلْيَتَامَى
- أُخْتٌ /إِخْوَةً - تَرَكَ/ تَرَكَ ))
3 – كلمات ذكرت ثلاث مرات ((الْوِلْدَانِ/ وَلَدٌ/ وَلَدٌ - أَن/ أَن/ أَن - النِّسَاء/ النِّسَاء/ نِسَاء - خَلْقاً/ خَلَقْنَا /خَلَقْنَاهُم - فَلَا /لَا/لَا - كَلْبُهُمْ/ كَلْبُهُمْ/ كَلْبُهُمْ -
أَيُّهَا/ أَيُّهَا/ أَيُّهَا - َأُخَر/ َأُخَر/ الآخَرُ - أَرَى /رُؤْيَايَ/ لِلرُّؤْيَا - الأَمْرُ/ أَمْرِي/ أَمْراً-
فَتَأْكُلُ/ يَأْكُلُهُنَّ/ يَأْكُلُهُنَّ - رَبَّهُ/ رَّبِّي/ أَلِرَبِّكَ - يَا/ يَا/ يَا))
4 – كلمات ذكرت خمس مرات ((إِن/ إِن/ إِن/ إِن/ فَإِن - يَعْلَمُونَ/ أَعْلَمُ/ يَعْلَمُهُمْ /عَلِيماً/ عَلِيمٌ - اللّهُ/ اللّهُ/ اللّهُ /اللّهُ/ اللّهُ ))
5 – كلمات ذكرت ست مرات ((مِن/ مِن/ مِن/ مِنْ/ مِن/مِّنْهُمْ - كُنتُمْ/ كُنتُ/ يَكُن/ كَانَتَا / كَانُواْ/ كَانَ ))
6 - كلمات ذكرت سبع مرات (( مَّا/ مَّا/ مَّا/ مَّا/ مَّا/ مَّا/ مِمَّا- سَبْعَ/ سَبْعَ/ سَبْعَ/ سَبْعَ/ سَبْعَ/ سَبْعَ/ سَبْعَةٌ ))
7 – كلمات ذكرت ثمانية مرات ((قَالَ/ سَيَقُولُونَ/ َيَقُولُونَ/ َيَقُولُونَ/ قُل/ قُل/ قُل/ قَالَتْ - لَهُمُ/ لَهُنَّ/ لَهُ/ لَهُ/ فَلَهَا/ لَّهَا/ فَلَهُمَا/ لَكُمْ))
8 - كلمات ذكرت أحدي عشر مرة ((فِيهِ/ فِي/ فِي/ فِي/ فِي/ فِي/ فِي/ فِي/ فِيهِم/ فِيهِم / فِيهِنَّ - تَسْتَفْتِيَانِ/ أَفْتُونِي/ أَفْتُونِي/ أَفْتِنَا / تَسْتَفْتِ / فَاسْتَفْتِهِمْ / فَاسْتَفْتِهِمْ / َيَسْتَفْتُونَكَ / َيَسْتَفْتُونَكَ / يُفْتِيكُمْ / يُفْتِيكُمْ ))
9 - حرف ذكر واحد وعشرون مرة ((وَ / وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ/ وَ))
وعدد هذه الكلمات 242 (كلمات وحروف)
*(الفتوى)
ذكرت كلمة الفتوى في القرآن احدي عشر مرة وهو أعلي تردد للكلمات في هؤلاء الآيات التسع الخاصة بالفتوى في القرآن مما يؤكد احتواء هذه العينة من آيات القرآن علي أعلي قدر من المعلومات الخاصة بالفتوى.
*(العدد)
(عِدَّتِهِم ) بمعنى عددهم وقد ذكرت الكلمة مرة واحدة .
تحتوى هذه الآيات التسع علي أعلي قدر من الأرقام ذكرت وذلك إيحاء إلي أن الفتوى بالأساس تعتمد علي العمليات الحسابية في معظم قضاياها فقد ذكرت الأرقام (أحد)و(اثنين)و(ثلاثة)و(أربعة) و(خمسة) و(سـتة) و(سبعة) ذكرت سبع مرات و(ثمانية) و(ثلثان)و(النصف) وهذا ليشمل الأرقام الصحيحة وكسور الأرقام وما اقل من النصف فذكر انه قليل.
الرقم سبعة له سر عجيب غامض لا نستطيع أن نفتى فيه ولكن لنسأل أنفسنا كم شيء يرتبط بالرقم سبعة (عدد مرات السعي – عدد مرات الطواف – السماوات السبع ومن الأرض مثلهن) وقد ذكر في آيات الفتوى التسع هؤلاء سبع مرات .
*(العلم)
ذكر لفظ العلم خمسة مرات في الآيات مما يؤكد أهمية العلم في الفتوى التي ذكر لفظها احدي عشر مرة في هذه الآيات.
*( الله)
ذكر لفظ الجلالة خمس مرات وذكر لفظ (رب) ثلاث مرات مما يدل علي أن الله وهو العليم هو جل جلاله أكبر مصدر تؤخذ عنه الفتوى.
* (قل)
ذكر لفظ قول أو مشتقاته ثمانية مرات مما يؤكد أهمية القول في مجتمع الفتوى ويؤكد أهمية الفتوى المنطوقة عن الفتوى المكتوبة.
*(كتب)
ذكر لفظ كتب مرتين وهو يؤكد أهمية الفتوى المكتوبة ولكن يدل علي أنها أقل في الذكر من الفتوى المنطوقة التي ذكر فيها لفظ( قل) ثمانية مرات.
*(الخلق)
ذكر لفظ الخلق ثلاث مرات في هذه الآيات مما يؤكد أهمية قضايا الخلق في الفتوى .
*(مجتمع الفتوى)
يشمل هذا المجتمع . الله والخلق, نساء ورجال وبنات,وذكر وأنثي وبنون,وأخت وأخوة وولد,وحيوانات كالبقر والكلاب وطير ونبات مثل سنبلات خضر ويابسات, وسمان وعجاف, ,وأكل وسقيا ,وحظ وخير و ورث ,وبيان وضلال ,وأحد وآخر, وقوامة وفعل,وهلاك وكلالة ويتامى ,ورغبة ونكاح,وتلاوة وصدق ,والناس والملك, وعدد وقليل,وقطع وقضاء وقسط,ورؤيا وتعبير,وسجن وصحابة,وشهادة ورجم بالغيب وظاهرا,وخمر وطين لازب,وامرؤ ومستضعفين,وصلب ورأس ,وما تؤتوهن وما عليكم وما ترك, وشيء وكل ,وكتب ومراء وعلم , وأشد ومثل,وما لَهُمُ/ لَهُنَّ/ لَهُ/ / لَّهَا/ لَهُمَا/ لَكُمْ, وما كُنتُمْ/ كُنتُ/ يَكُن/ كَانَتَا / كَانُواْ/ كَانَ , وما قَالَ/ سَيَقُولُونَ/ َيَقُولُونَ/ قُل/ قَالَتْ, والملأ والأمر.

ومما سبق يتضح أن:-
* احتواء هذه العينة من آيات القرآن علي أعلي قدر من المعلومات الخاصة بالفتوى.
*أشارت الكلمات إلي موضوعات الفتوى تشمل تقريبا كل مناحي الحياة والموت وما يتبعه من ورث,و مثل والقضاء والحساب العددي والعلم والخلق وقضايا أخري كثيرة شملت مختلف جوانب الحياة.
الوحدة الرابعة:
(تحليل الشخصيات)
الرسول محمد صلي الله عليه وسلم , وقد ذكر خمس مرات في آيات الفتوى.
يوسف عليه السلام, وقد ذكر مرتين في آيات الفتوى .
الملأ , وقد ذكر مرتين في آيات الفتوى .
الكفار, وقد ذكروا مرتين في آيات الفتوى .
الملك, وقد ذكر مرة واحدة في آيات الفتوى .
الملكة, وقد ذكرت مرة واحدة في آيات الفتوى .
الناس, وقد ذكروا مرة واحدة في آيات الفتوى .

*يوسف الصديق عليه السلام هو الوحيد الذي ذكر اسمه صراحة مرتبطا بالفتوى وهو بحق من يستحق لقب المفتى في القرآن فقد ذكرت سورة كاملة باسمه وسردت حياته كاملة علي مرة واحدة مفصلة وارتبط اسمه مع الإفتاء وشملت السورة المسماة باسمه علي ثلاث آيات من الآيات التسع التي ذكر فيها لفظ الإفتاء وقدم الفتوى في آيتين فيهما مرة للعامة والأخرى للخاصة وكانت سيرته نبراسا للباحثين عن صفات المفتى الحق وكانت فتواه من ناحية تخصصه في العلم الذي علمه إياه ربه ألا وهو تأويل الأحاديث وهو النموذج المثالي للمفتي.
*الملأ وهم أهل المشورة للملك العادل يشاركهم الرأي والإفتاء في قضايا الدولة وغالبا ما يكونون أهل العلم والخبرة والثقة ووجهاء القوم وفد تتوسع الدائرة لتشمل بعضا من الناس العاديين أو أهل العلم منهم وفي حالة الملك الظالم فإن الملأ يكونون خاصته الذين لا يرون إلا رأيه ولا يفتون سوي ما أفتي به حاكمهم يؤيدونه في كل فتواه لا يشاركونه الحكم.
*دليل سوء ملأ الحاكم الظالم.
*{ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }الأعراف103.
(ثم بعثنا من بعدهم) أي الرسل المذكورين (موسى بآياتنا) التسع (إلى فرعون وملئه) قومه (فظلموا) كفروا (بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين) بالكفر من إهلاكهم.
*{ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ }يونس75.
(ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه) قومه (بآياتنا) التسع (فاستكبروا) عن الإيمان بها (وكانوا قوما مجرمين).
*{فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ }يونس83.
(فما آمن لموسى إلا ذرية) طائفة (من) أولاد (قومه) أي فرعون (على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم) يصرفهم عن دينه بتعذيبهم (وإن فرعون لعالٍ) متكبر (في الأرض) أرض مصر (وإنه لمن المسرفين) المتجاوزين الحد بادعاء الربوبية.

*{إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ }هود97.
(إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد) سديد.
*{إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ }المؤمنون 46.
(إلى فرعون وملئه فاستكبروا) عن الإيمان بها والله (وكانوا قوما عالين) قاهرين بني إسرائيل بالظلم.
*{اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ }القصص32.
(اسلك) أدخل (يدك) اليمنى بمعنى الكف (في جيبك) وهو طوق القميص وأخرجها (تخرج) خلاف ما كانت عليه من الأدمة (بيضاء من غير سوء)
أي برص فأدخلها وأخرجها تضيء كشعاع الشمس تعشي البصر (واضمم إليك جناحك من الرهب) بفتح الحرفين وسكون الثاني مع فتح الأول وضمه أي الخوف الحاصل من إضاءة اليد بأن تدخلها في جيبك فتعود إلى حالتها الأولى وعبر عنها بالجناح لأنها للإنسان كالجناح للطائر (فذانك) بالتشديد والتخفيف أي العصا واليد
وهما مؤنثان وإنما ذكر المشار به إليهما المبتدأ لتذكير خبره (برهانان) مرسلان (من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين).
* {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}الزخرف.46
(ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه) القبط (فقال إني رسول رب العالمين).
*{وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ }يونس88.
(وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً في الحياة الدنيا ربنا) آتيتهم ذلك (ليضلوا) في عاقبته (عن سبيلك) دينك (ربنا اطمس على أموالهم) امسخها (واشدد على قلوبهم) اطبع عليها واستوثق (فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) المؤلم ، دعا عليهم وأمَّن هارون على دعائه.
*الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام قد ذكر مرتين بالقول استفتهم في سورة الصافات, ومرتين بالقول( يستفتونك في) في سورة النساء, وذكر مرة بالقول (لا تستفت فيهم منهم أحدا) في سورة الكهف, فيكون
عدد المرات التي ذكر فيها رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم هو خمس مرات في تسع آيات, بينما ذكر يوسف عليه السلام مرتين فقط في التسع آيات, وهذا يبين أهمية شخصية الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم في
موضوع الفتوى, رغم أنه لم يفتى في أي مرة من المرات الخمس التي ذكر فيها وذلك لأنه لم يكن ليفتى عن شيء لم يحط به نبأ .
* دليل إحاطة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم بالأنباء.
*{يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة94.
(يعتذرون إليكم) في التخلف (إذا رجعتم إليهم) من الغزو (قل) لهم (لا تعتذروا لن نؤمن لكم) نصدقكم (قد نبأنا الله من أخباركم) أي أخبرنا بأحوالكم (وسيرى الله
عملكم ورسوله ثم تردون) بالبعث (إلى عالم الغيب والشهادة) أي الله (فينبئكم بما كنتم تعملون) فيجازيكم عليه.
*{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى }الكهف13.
(نحن نقص) نقرأ (عليك نبأهم بالحق) بالصدق (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى).
*{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ }الشعراء69.
(واتل عليهم) كفار مكة (نبأ) خبر (إبراهيم) ويبدل منه.
*{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ }ص21.
(وهل) معنى الاستفهام هنا التعجب والتشويق إلى استماع ما بعده (أتاك) يا محمد (نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب) محراب داود أي مسجده حيث منعوا الدخول عليه من الباب لشغله بالعبادة أي خبرهم وقصتهم.
*{قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ }ص67.
(قل) لهم (هو نبأ عظيم).
*{وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ }ص88.
(ولتعلمن) يا كفار مكة (نبأه) خبر صدقه (بعد حين) أي يوم القيامة وعلم بمعنى عرف واللام لام قسم مقدر أي والله.

*{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ}التحريم3.
واذكر (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه) هي حفصة (حديثا) هو تحريم مارية وقال لها لا تفشيه (فلما نبأت به) عائشة ظنا منها أن لا حرج في ذلك (وأظهره الله) أطلعه (عليه) على المنبئ به (عرف بعضه) لحفصة (وأعرض عن بعض) تكرما منه (فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير) أي الله.
*طلب الاستفتاء من الكفار في قضيتين لا يستفتى فيهما عاقل وهذا لبيان أنه لا يجوز استفتاء من فقد الأهلية للفتوى لعدم رجاحة عقله.
*الملك ذكر مرة واحدة في آيات الفتوى التسع وهو يطلب الفتوى من الملأ في رؤيته التي أشكلت عليه تأويلها .
*الملكة ذكرت مرة واحدة في الآيات التسع وهي تطلب الفتوى من الملأ في أمر الرسالة التي ألقيت إليها بواسطة الهدهد من الملك سليمان عليه السلام.
*الناس ذكروا مرة واحدة في الآيات التسع وقد ذكر معهم حقهم في معرفة ما أشكل عليهم من القضايا العامة التي تهمهم مثل رؤية الملك التي رآها وتأويلها .

ومما سبق يتضح أن :-
يوسف الصديق عليه السلام هو بحق من يستحق لقب المفتى في القرآن فقد ذكرت سورة كاملة باسمه وسردت حياته كاملة علي مرة واحدة مفصلة وارتبط اسمه مع الإفتاء وشملت السورة المسماة باسمه علي ثلاث آيات من الآيات التسع التي ذكر فيها لفظ الإفتاء.
**الملأ هم أهل المشورة للملك العادل يشاركهم الرأي والإفتاء في قضايا الدولة. **الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ذكر خمس مرات في تسع آيات بينما ذكر يوسف عليه السلام مرتين فقط في التسع آيات وهذا يبين أهمية شخصية الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم في موضوع الفتوي.
**طلب الاستفتاء من الكفار في قضيتين لا يستفتى فيهما عاقل وهذا لبيان أنه لا يجوز استفتاء من فقد الأهلية للفتوى لعدم رجاحة عقله.






الوحدة الخامسة:
(تحليل الحيز)
الآية
الصافات11
الصافات149
الكهف 22
النساء127
النساء176
النمل32
يوسف41
يوسف43
يوسف46
*تحتوي سورة يوسف علي أكبر عدد من آيات الفتوى التسع إذ تحتوي علي ثلاث آيات مما يبرهن علي أهمية سورة يوسف لمن يريد دراسة موضوع الفتوى في القرآن وتتحدث الفتوى فيها عن موضوع تأويل الأحاديث.
*تحتوى سورة الصافات علي آيتين وتتحدث الآيتين عن طلب الفتوى من الكفار في أمور هي بديهية بالفطرة يعقلها كل عاقل مما يبرهن علي عدم رجاحة عقل الكافرين.

*تحتوي سورة النساء علي آيتين من آيات الفتوى التسع وتتحدث الآيتين عن أن الله هو المفتي العليم في قضايا الشريعة من يتامى النساء والمستضعفين من الولدان وورثة الكلالة .


*تحتوي سورة النمل علي آية واحدة تتحدث عن أهمية فتوى الملأ بالنسبة للحاكم.

*تحتوي سورة الكهف علي آية واحدة تتحدث عن عدم طلب الفتوى في الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله وتعد الأقوال في هذه القضايا هي رجما بالغيب.

ومما سبق يتضح أن:-
*ترتبط خمس من الآيات التسع بزمن النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم حتى وقتنا الحاضر منها آية تتحدث عن زمن أهل الكهف رضوان الله عليهم ,بينما تربط ثلاث آيات بزمن يوسف عليه السلام وتلك الحقبة من تاريخ مصر, وترتبط آية واحدة بزمن الملكة بلقيس ملكة سبأ وقصتها مع نبي الله سليمان عليه السلام,ومن هذا يتأكد أن المخاطبة الكبرى لآيات الفتوى ترتبط بالعصر المعاصر وزمن النبي محمد صلي الله عليه وسلم الذي نعيشه .













الوحدة السادسة:
(السلوك والتأهيل في الفتوى)
المفتى قد يكون شخصا أو يكون جماعة مثل الملأ, وسلوك المفتى في كلتا الحالتين لابد وأن يتسم بالانضباط, وسوف نستعرض سلوك المفتي والمستفتى في الآيات التي ذكر فيها لفظ الفتوى كما يلي :-
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ } يوسف43.
صدق الله العظيم
1 – هنا المستفتى وهو الملك يطلب الفتوى في رؤيته من الملأ وهم المفتي موضحا أن كانوا يستطيعون تفسير الرؤى فالأمر ليس فيه إجبار أو طلب غير الممكن أو غير المستطاع من المفتى قد أجاب المفتى وهم الملأ في هذه الحالة بأنهم لا يستطيعون تقديم الفتوى لأنهم (وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ) وبالتالي كان سلوك المفتي بأنه لا يجيب علي ما لا يعلم وهذا هو السلوك المحمود الذي نود أن نلفت الانتباه إليه .
بسم الله الرحمن الرحيم
{قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ }النمل32
صدق الله العظيم.
2 – هنا المستفتى وهي الملكة تطلب الفتوى من الملأ وهم المفتى في قضية الرسالة التي وصلتها بواسطة الهدهد من الملك سليمان عليه السلام وهي هنا توضح أنها ما كانت لتقطع بأمر يخص شئون المملكة دون أن يشهد عليها الملأ وفي هذه الحالة يدل سلوك الملكة وهى المستفتى بأنها لم تستأثر بالفتوى لنفسها بل طلبت مشاركة الملأ في كل ما يخص شئون المملكة وقد أوضح لها الملأ بأنهم أهل قوة وهم طوع أمر الملكة فيما تأمر به وهنا قد فوض الملأ الملكة في اتخاذ
الفتوى التي تراها وفيها مصلحة المملكة وبهذا كان سلوك المفتى والمستفتى هو السلوك المثالي المطلوب.
(قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ)

بسم الله الرحمن الرحيم
{يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ }يوسف46
صدق الله العظيم
3 – هنا المستفتى وهو رجل من الناس لكنه عليم بمدي علم يوسف عليه السلام بتأويل الأحاديث لأنه قد جرب هذا وكان صاحبا ليوسف عليه السلام بالسجن وبالتالي عندما ذهب إليه فهو يعلم أنه قد سأل المفتى المؤهل من ناحية المعرفة والخبرة بالعلم المطلوب فيه الفتوى ألا وهو تأويل الأحاديث أما المفتى وهو يوسف عليه السلام فهو المفتى المثالي علما وخلقا ومقدرة وسورة يوسف هي أحسن القصص التي يمكن بدراستها استنتاج صفات المفتي وتأهيله وسلوكه وتاريخ المفتى الذي لا يوجد به سقطات مبينة يمكن أن تؤخذ عليه .

* دليل صفات المفتي من سيرة يوسف عليه السلام.
بسم الله الرحمن الرحيم
*{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ }يوسف4.
اذكر -أيها الرسول- لقومك قول يوسف لأبيه: إني رأيت في المنام أحد عشر كوكبًا, والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. فكانت هذه الرؤيا بشرى لِمَا وصل إليه يوسف عليه السلام من علوِّ المنزلة في الدنيا والآخرة.

*{لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ }يوسف7.
لقد كان في قصة يوسف وإخوته عبر وأدلة تدل على قدرة الله وحكمته لمن يسأل عن أخبارهم, ويرغب في معرفتها.

*{إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }يوسف8.
إذ قال إخوة يوسف من أبيه فيما بينهم: إن يوسف وأخاه الشقيق أحب إلى أبينا منا, يفضِّلهما علينا, ونحن جماعة ذوو عدد, إن أبانا لفي خطأ بيِّن حيث فضَّلهما علينا من غير موجب نراه.

*{اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ }يوسف9.
اقتلوا يوسف أو ألقوا به في أرض مجهولة بعيدة عن العُمران يخلُص لكم حب أبيكم وإقباله عليكم, ولا يلتفت عنكم إلى غيركم, وتكونوا مِنْ بعد قَتْل يوسف أو إبعاده تائبين إلى الله, مستغفرين له من بعد ذنبكم.

*{قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ }يوسف10.
قال قائل من إخوة يوسف: لا تقتلوا يوسف وألقوه في جوف البئر يلتقطه بعض المارَّة من المسافرين فتستريحوا منه, ولا حاجة إلى قتله, إن كنتم عازمين على فعل ما تقولون.

*{قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ }يوسف11.
قال إخوة يوسف -بعد اتفاقهم على إبعاده-: يا أبانا ما لك لا تجعلنا أمناء على يوسف مع أنه أخونا, ونحن نريد له الخير ونشفق عليه ونرعاه, ونخصه بخالص النصح؟.

*{قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ }يوسف17.
قالوا: يا أبانا إنا ذهبنا نتسابق في الجَرْي والرمي بالسهام, وتركنا يوسف عند زادنا وثيابنا, فلم نقصِّر في حفظه, بل تركناه في مأمننا, وما فارقناه إلا وقتًا يسيرًا, فأكله الذئب, وما أنت بمصدِّق لنا ولو كنا موصوفين بالصدق; لشدة حبك ليوسف.
*{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف21.
ولما ذهب المسافرون بيوسف إلى "مصر" اشتراه منهم عزيزها وهو الوزير, وقال لامرأته: أحسني معاملته, واجعلي مقامه عندنا كريمًا, لعلنا نستفيد من خدمته, أو نقيمه عندنا مقام الولد, وكما أنجينا يوسف وجعلنا عزيز "مصر" يَعْطِف عليه, فكذلك مكنَّا له في أرض "مصر", وجعلناه على خزائنها, ولنعلِّمه تفسير الرؤى فيعرف منها ما سيقع مستقبلا. والله غالب على أمره, فحكمه نافذ لا يبطله مبطل, ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الأمر كله بيد الله.

*{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ }يوسف29
قال عزيز "مصر": يا يوسف اترك ذِكْر ما كان منها فلا تذكره لأحد, واطلبي -أيتها المرأة- المغفرة لذنبك؛ إنك كنتِ من الآثمين في مراودة يوسف عن نفسه, وفي افترائك عليه.

*{يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ }يوسف46.
وعندما وصل الرجل إلى يوسف قال له: يوسف أيها الصديق فسِّر لنا رؤيا مَن رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات هزيلات, ورأى سبع سنبلات خضر وأخر يابسات; لعلي أرجع إلى الملك وأصحابه فأخبرهم; ليعلموا تأويل ما سألتك عنه, وليعلموا مكانتك وفضلك.

*{قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ }يوسف51.
قال الملك للنسوة اللاتي جرحن أيديهن: ما شأنكن حين راودتنَّ يوسف عن نفسه يوم الضيافة؟ فهل رأيتن منه ما يريب؟ قلن: معاذ الله ما علمنا عليه أدنى شيء يَشينه, عند ذلك قالت امرأة العزيز: الآن ظهر الحق بعد خفائه, فأنا التي حاولت فتنته بإغرائه فامتنع, وإنه لمن الصادقين في كل ما قاله.

*{وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }يوسف56.
وكما أنعم الله على يوسف بالخلاص من السجن مكَّن له في أرض "مصر" ينزل منها أي منزل شاءه. يصيب الله برحمته من يشاء من عباده المتقين, ولا يضيع أجر مَن أحسن شيئًا مِن العمل الصالح.

*{وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ }يوسف58.
وقدِمَ إخوة يوسف إلى "مصر" -بعد أن حلَّ بهم الجدب في أرضهم-; ليجلبوا منها الطعام, فدخلوا عليه فعرفهم, ولم يعرفوه لطول المدة وتغيُّر هيئته.

*{وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }يوسف69.
ولما دخل إخوة يوسف عليه في منزل ضيافته ومعهم شقيقه, ضم يوسف إليه شقيقه, وقال له سرًا: إني أنا أخوك فلا تحزن, ولا تغتمَّ بما صنعوه بي فيما مضى. وأمره بكتمان ذلك عنهم.

*{فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }يوسف76.
ورجعوا بإخوة يوسف إليه, فقام بنفسه يفتش أمتعتهم, فبدأ بأمتعتهم قبل متاع شقيقه; إحكامًا لما دبَّره لاستبقاء أخيه معه, ثم انتهى بوعاء أخيه, فاستخرج الإناء منه, كذلك يسَّرنا ليوسف هذا التدبير الذي توصَّل به لأخذ أخيه, وما كان له أن يأخذ أخاه في حكم مَلِك "مصر"; لأنه ليس من دينه أن يتملك السارق, إلا أن مشيئة الله اقتضت هذا التدبير والاحتكام إلى شريعة إخوة يوسف القاضية برِقِّ السارق. نرفع منازل مَن نشاء في الدنيا على غيره كما رفعنا منزلة يوسف. وفوق كل ذي علمٍ من هو أعلم منه, حتى ينتهي العلم إلى الله تعالى عالم الغيب والشهادة.

*{قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ }يوسف77.
قال إخوة يوسف: إنْ سرق هذا فقد سرق أخ شقيق له من قبل (يقصدون يوسف عليه السلام) فأخفى يوسف في نفسه ما سمعه, وحدَّث نفسه قائلا أنتم أسوأ منزلة
ممن ذكرتم, حيث دبَّرتم لي ما كان منكم, والله أعلم بما تصفون من الكذب والافتراء.

*{فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقاً مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ }يوسف80.
فلما يئسوا من إجابته إياهم لِمَا طلبوه انفردوا عن الناس, وأخذوا يتشاورون فيما بينهم, قال كبيرهم في السن: ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم العهد المؤكد لتردُّنَّ أخاكم إلا أن تُغلبوا, ومن قبل هذا كان تقصيركم في يوسف وغدركم به; لذلك لن أفارق أرض "مصر" حتى يأذن لي أبي في مفارقتها, أو يقضي لي ربي بالخروج منها, وأتمكن مِن أَخْذِ أخي, والله خيرُ مَن حَكَمَ, وأعدل مَن فَصَلَ بين الناس.

*{وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ }يوسف84.
وأعرض يعقوب عنهم, وقد ضاق صدره بما قالوه، وقال: يا حسرتا على يوسف وابيضَّتْ عيناه, بذهاب سوادهما مِن شدة الحزن فهو ممتلئ القلب حزنًا, ولكنه شديد الكتمان له.

*{قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ }يوسف85
قال بنوه: تالله ما تزال تتذكر يوسف, ويشتدُّ حزنك عليه حتى تُشْرِف على الهلاك أو تهلك فعلا فخفف عن نفسك.

*{يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87.
قال يعقوب: يا أبنائي عودوا إلى "مصر" فاستقصوا أخبار يوسف وأخيه, ولا تقطعوا رجاءكم من رحمة الله, إنه لا يقطع الرجاء من رحمة الله إلا الجاحدون لقدرته, الكافرون به.

*{قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ }يوسف89.
فلما سمع مقالتهم رقَّ لهم, وعرَّفهم بنفسه وقال: هل تذكرون الذي فعلتموه بيوسف وأخيه من الأذى في حال جَهْلكم بعاقبة ما تفعلون؟.

*{قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }يوسف90.
قالوا: أإنَّك لأنت يوسف؟ قال: نعم أنا يوسف, وهذا شقيقي, قد تفضَّل الله علينا, فجمع بيننا بعد الفرقة, إنه من يتق الله, ويصبر على المحن, فإن الله لا يذهب ثواب إحسانه, وإنما يجزيه أحسن الجزاء.

*{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ }يوسف94.
ولما خرجت القافلة من أرض "مصر", ومعهم القميص قال يعقوب لمن حضره: إني لأجد ريح يوسف لولا أن تسفهوني وتسخروا مني, وتزعموا أن هذا الكلام صدر مني من غير شعور.

*{فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ }يوسف99.
وخرج يعقوب وأهله إلى "مصر" قاصدين يوسف, فلما وصلوا إليه ضمَّ يوسف إليه أبويه, وقال لهم: ادخلوا "مصر" بمشيئة الله, وأنتم آمنون من الجهد والقحط, ومن كل مكروه.

تعرض هذه الآيات السيرة الكاملة للمفتى يوسف عليه السلام ليستدل منها أن تكوين شخصية المفتى من الأشياء المهمة جدا في الفتوى لأن المفتى هو العنصر الأساسي الفعال في الفتوى وإذا صلح صلحت الفتوى وإذا لم يصلح لم تصلح الفتوى والمتابع هنا لقصة يوسف عليه السلام, يدرك أنه مميز ومحبوب وموهوب منذ الصغر, ولم يصدر عنه أفعال غير سوية رغم كل ما مر به من مؤامرات من أخوته, وقد مكن له الله تنشئة كريمة عند عزيز مصر, رغم فراقه لوالديه وغربته فقد كان مثال الشاب الصالح العليم النابغة ولم يتجاوب مع إغراءات امرأة العزيز وقاوم نفسه الأمارة بالسوء وانتصر عليها, وقبل بالسجن عوضا عن أن يكون من الجاهلين, واستمر في عبادة الله الأحد رغم معيشته في جو كافر متعدد الآلهة, وعندما أظهر الله براءته ومكنه من مصر يتبوأ منها حيث يشاء أظهر الحكمة والعدل وعم الرخاء مصر, وقد استفادت الدول المجاورة لمصر من هذا الرخاء, وكل هذا هو نتيجة لتنشئة المفتى وتأهيله تهيئة صالحة وسلوكه سلوكا محمودا في حياته تطبيقا لهذه التنشئة الصالحة.




بسم الله الرحمن الرحيم
{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ }الصافات11.
{فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ }الصافات149.
صدق الله العظيم
4 - هنا المستفتى هو الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم والمفتى هم كفار مكة الذين يناصبونه العداء وكيف يستفتى الرسول الكريم ممن لا يعقلون وهم الكفار وهذا لتوضيح أن الكافرين غير مؤهلين للفتوى وكيف أن سلوكهم يعاند حتى في الأمور العقلية التي لا يصح فيها العناد.

بسم الله الرحمن الرحيم
{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً }النساء127.
{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }النساء176.
صدق الله العظيم
5 - هنا المستفتى هم المسلمين والمفتى هو الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم الذي لم يجيب عن أي فتوى لم ينبأ بعلمها رغم إلحاح المستفتى وسورة المجادلة خير مثال علي ذلك كمثال لطلب الفتوى عن الظهار.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }المجادلة1.
صدق الله العظيم
(قد سمع الله قول التي تجادلك) تراجعك أيها النبي (في زوجها) المظاهر منها وكان قال لها أنت علي كظهر أمي وقد سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأجابها بأنها حرمت عليه على ما هو المعهود عندهم من أن الظهار موجبة
فرقة مؤبدة وهي خولة بنت ثعلبة وهو أوس بن الصامت (وتشتكي إلى الله) وحدتها وفاقتها وصبية صغارا إن ضمنتهم إليه ضاعوا إو إليها جاعوا (والله يسمع تحاوركما) تراجعكما (إن الله سميع بصير) عالم.
2 - { الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ } المجادلة2.
الذين يُظاهرون منكم من نسائهم، فيقول الرجل منهم لزوجته: "أنت عليَّ كظهر أمي" -أي في حرمة النكاح- قد عصوا الله وخالفوا الشرع، ونساؤهم لَسْنَ في الحقيقة أمهاتهم, إنما هن زوجاتهم, ما أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم. وإن هؤلاء المظاهِرين ليقولون قولا كاذبًا فظيعًا لا تُعرف صحته. وإن الله لعفو غفور عمَّن صدر منه بعض المخالفات، فتداركها بالتوبة النصوح.

3 - { وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } المجادلة3.
والذين يحرِّمون نساءهم على أنفسهم بالمظاهَرة منهن, ثم يرجعون عن قولهم ويعزمون على وطء نسائهم، فعلى الزوج المظاهِر- والحالة هذه- كفارة التحريم، وهي عتق رقبة مؤمنة عبد أو أمة قبل أن يطأ زوجته التي ظاهر منها، ذلكم هو حكم الله فيمن ظاهر مِن زوجته توعظون به، أيها المؤمنون; لكي لا تقعوا في الظهار وقول الزور، وتُكَفِّروا إن وقعتم فيه، ولكي لا تعودوا إليه، والله لا يخفى عليه شيء من أعمالكم، وهو مجازيكم عليها.
وهذا المثال يوضح سلوك المفتى وهو الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام الذي لم يكن ليجيب عن شيء لم يكن له به نبأ رغم الإلحاح والمجادلة.



بسم الله الرحمن الرحيم
{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً }الكهف 22.
صدق الله العظيم
6 - الأمر هنا بعدم الاستفتاء في قضايا الرجم بالغيب التي يكثر فيها من يقولون وكل قولهم هو رجما بالغيب.

بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ }يوسف41.
7 – هنا المفتى واثق من علمه ومن أمره وقد قضى بحسم في أمر الفتوى التي وجهت إليه وهي توضح العلاقة بين الإفتاء والقضاء.

ومما سبق يتضح أن :-
يؤثر سلوك المفتى وصفاته العلمية والأخلاقية, وسلوك المستفتي كما ذكر, تأثيرا كبيرا علي نتيجة الفتوى ومدي نجاحها وإسهامها في خدمة المجتمع ودفعة إلي التطور والتقدم وتحقيق العدالة في قطع الأمر محل الفتوى, أو قضاء أمر الفتوى بصورة قاطعة .







الوحدة السابعة:
(تاريخ الفتوى في ضوء المتغيرات المعاصرة)
توضح دراستنا للآيات التسع المحتوية غلي لفظ الفتوى أن طلب الفتوى قد يكون من الملك إلي الملأ(يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي), أو من الملأ إلي الملك(قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ), أو طلب فتوى عامة من الناس إلي المفتي العليم(يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا), أو طلب فتوى خاصة إلي المفتى العليم(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ),أو طلب فتوى من المسلمين المؤمنين إلي الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم عن أمور تخص الشريعة الإسلامية السمحاء (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ) و(يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ),أو طلب فتوى من الرسول الكريم إلي الكفار لكي يحكموا عقولهم إذا كان عندهم منطق عقلاني للأمور(فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ)و(فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ), أو الأمر بعدم طلب الفتوى من الذين يقولون رجما بالغيب (وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً).
وبالتالي فإن تاريخ الفتوى يبين أن الفتوى قد تكون :-
1 - فتاوى علمية.
ومن أمثلتها الفتاوى التي طلبت من يوسف عليه السلام بصفته عالما بتأويل الأحاديث وهذا بالتالي ينطبق علي كل الفتاوى التي تطلب من العلماء في الفروع الأخرى للعلم مثل الطب والهندسة والفلك والجيولوجيا والجغرافيا والتاريخ وغيرها من العلوم.
2 – فتاوى عقلية.
ومن أمثلتها الفتاوى التي طلبت من كفار مكة ليجيبوا عليها وهى تعتمد علي تحكيم المنطق والعقل السليم ومن أمثلتها الفتوى التي طلبها أحد شباب المسلمين من النبي محمد صلي الله عليه وسلم:
عن أبي أمامه قال : إن فتى شابا أتى النبي – صلي الله عليه وسلم -فقال الشاب : يا رسول الله ائذن لي بالزنا.فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا : مه مه
!!فقال الرسول – صلي الله عليه وسلم- : (( أدنه )).فدنا منه قريبا .. فجلس.فقال الرسول – صلي الله عليه وسلم - : (( أتحبه لأمك )) ؟فقال الشاب : لا والله جعلني الله فداءك.فقال الرسول – صلي الله عليه وسلم- : (( ولا الناس يحبونه لأمهاتهم, أتحبه لأبنتك )) ؟فقال الشاب : لا والله جعلني الله فداءك.فقال الرسول – صلي الله عليه وسلم- : (( ولا الناس يحبونه لبناتهم أفتحبه لأختك )) ؟فقال الشاب : لا والله جعلني الله فداءك.فقال الرسول – صلي الله عليه وسلم- : (( ولا الناس يحبونه لأخواتهم .. افتحبه لعمتك )) ؟ فقال الشاب : لا والله جعلني الله فداءك.فقال الرسول – صلي الله عليه وسلم- : (( ولا الناس يحبونه لخالاتهم )).فوضع يده عليه, وقال – صلي الله عليه وسلم- اللهم اغفر ذنبه, وطهر قلبه, وحصن فرجه )) .فلم يكن بعد ذلك الفتي يلتفت إلى شيء)) (1 ( أخرجه الإمام أحمد وإسناده صحيح, وانظر السلسلة الصحيحة ( 1/370) .
3 – فتاوى قانونية بين الحاكم والمحكوم.
ومن أمثلتها الفتاوى المتبادلة بين الملك والملأ في الآيات محل الدراسة.
4 – فتاوى الشريعة.
الشريعة هي ما أنزلها الله لعباده .
* دليل آيات الشريعة.
*{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }المائدة48.
وأنزلنا إليك -أيها الرسول- القرآن, وكل ما فيه حقّ يشهد على صدق الكتب قبله, وأنها من عند الله, مصدقًا لما فيها من صحة، ومبيِّنًا لما فيها من تحريف، ناسخًا لبعض شرائعها, فاحكم بين المحتكمين إليك من اليهود بما أنزل الله إليك
في هذا القرآن, ولا تنصرف عن الحق الذي أمرك الله به إلى أهوائهم وما اعتادوه, فقد جعلنا لكل أمة شريعة, وطريقة واضحة يعملون بها. ولو شاء الله لجعل شرائعكم واحدة, ولكنه تعالى خالف بينها ليختبركم, فيظهر المطيع من العاصي, فسارعوا إلى ما هو خير لكم في الدارين بالعمل بما في القرآن, فإن مصيركم إلى الله, فيخبركم بما كنتم فيه تختلفون, ويجزي كلا بعمله.

*{شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ }الشورى.13.
شرع الله لكم- أيها الناس- من الدِّين الذي أوحيناه إليك -أيها الرسول، وهو الإسلام- ما وصَّى به نوحًا أن يعمله ويبلغه, وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى (هؤلاء الخمسة هم أولو العزم من الرسل على المشهور) أن أقيموا الدين بالتوحيد وطاعة الله وعبادته دون مَن سواه، ولا تختلفوا في الدين الذي أمرتكم به, عَظُمَ على المشركين ما تدعوهم إليه من توحيد الله وإخلاص العبادة له, الله يصطفي للتوحيد مَن يشاء مِن خلقه، ويوفِّق للعمل بطاعته مَن يرجع إليه.

*{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }الشورى21.
بل ألهؤلاء المشركين بالله شركاء في شركهم وضلالتهم, ابتدعوا لهم من الدين والشرك ما لم يأذن به الله؟ ولولا قضاء الله وقدره بإمهالهم, وأن لا يعجل لهم العذاب في الدنيا, لقضي بينهم بتعجيل العذاب لهم. وإن الكافرين بالله لهم يوم القيامة عذاب مؤلم موجع.

*{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}الجاثية18.
ثم جعلناك -أيها الرسول- على منهاج واضح من أمر الدين, فاتبع الشريعة التي جعلناك عليها, ولا تتبع أهواء الجاهلين بشرع الله الذين لا يعلمون الحق.
وفي الآية دلالة عظيمة على كمال هذا الدين وشرفه, ووجوب الانقياد لحكمه, وعدم الميل إلى أهواء الكفرة والملحدين.

5 – الفتوى بعدم جواز الفتوى في القضايا الغيبية .
وذلك لأن علم الغيب لا يعلمه إلا الله.

*دليل عدم علم الغيب إلا بما شاء الله .
*{مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }آل عمران179.
(ما كان الله ليذر) ليترك (المؤمنين على ما أنتم) أيها الناس (عليه) من اختلاط المخلص بغيره (حتى يميز) بالتخفيف والتشديد يفصل (الخبيث) المنافق (من الطيب) المؤمن بالتكاليف الشاقة المبينة لذلك ففعل ذلك يوم أحد (وما كان الله ليطلعكم على الغيب) فتعرفوا المنافق من غيره قبل التمييز (ولكن الله يجتبي) يختار (من رسله من يشاء) فيطلعه على غيبه كما أطلع النبي صلى الله عليه وسلم على حال المنافقين (فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا) النفاق (فلكم أجر عظيم).

*{قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ }الأنعام50.
(قل) لهم (لا أقول لكم عندي خزائن الله) التي منها يرزق (ولا) أني (أعلم الغيب) ما غاب عني ولم يوح إلي (ولا أقول لكم إني ملك) من الملائكة (إن) ما (أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى) الكافر (والبصير) المؤمن ؟ لا (أفلا تتفكرون) في ذلك فتؤمنون.

*{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59.
(وعنده) تعالى (مفاتح الغيب) خزائنه أو الطرق الموصلة إلى علمه (لا يعلمها إلا هو) وهي الخمسة التي في قوله {إن الله عنده علم الساعة} الآية كما رواه البخاري (ويعلم ما) يحدث (في البر) القفار (والبحر) القرى التي على الأنهار (وما تسقط
من) زائدة (ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس) عطف على ورقة (إلا في كتاب مبين) هو اللوح المحفوظ والاستئناف بدل اشتمال من الاستثناء قبله.

*{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف188.
(قل لا أملك لنفسي نفعاً) أجلبه (ولا ضراً) أدفعه (إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب) ما غاب عني (لاستكثرت من الخير وما مسني السوء) من فقر وغيره لاحترازي عنه باجتناب المضار (إن) ما (أنا إلا نذير) بالنار للكافرين (وبشير) بالجنة (لقوم يؤمنون).

*{وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ }يونس20.
(ويقولون) أي أهل مكة (لولا) هلا (أنزل عليه) على محمد صلى الله عليه وسلم (آية من ربه) كما كان للأنبياء من الناقة والعصا واليد (فقل) لهم (إنما الغيب) ما غاب عن العباد أي أمره (لله) ومنه الآيات فلا يأتي بها إلا هو وإنما علي التبليغ (فانتظروا) العذاب إن لم تؤمنوا (إني معكم من المنتظرين).

*{وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ }هود31.
(ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا) إني (أعلم الغيب ولا أقول إني مَلَك) بل أنا بشر مثلكم (ولا أقول للذين تزدري) تحتقر (أعينكم لن يؤتيهم الله خيراً ، الله أعلم بما في أنفسهم) قلوبهم (إني إذاً) إن قلت ذلك (لمن الظالمين).

*{تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ }هود49.
(تلك) أي هذه الآيات المتضمنة قصة نوح (من أنباء الغيب) أخبار ما غاب عنك (نوحيها إليك) يا محمد (ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا) القرآن (فاصبر) على التبليغ وأذى قومك كما صبر نوح (إن العاقبة) المحمودة (للمتقين).

*{وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }هود123.

(ولله غيب السماوات والأرض) أي علم ما غاب فيهما (وإليه يرجع) بالبناء للفاعل يعود ، وللمفعول يرد (الأمر كله) فينتقم ممن عصى (فاعبده) وحده (وتوكل عليه) ثق به فإنه كافيك (وما ربك بغافل عما تعملون) وإنما يؤخرهم لوقتهم.

*{ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ}يوسف102.
(ذلك) المذكور من أمر يوسف (من أنباء) أخبار (الغيب) ما غاب عنك يا محمد (نوحيه إليك وما كنت لديهم) لدى إخوة يوسف (إذ أجمعوا أمرهم) في كيده أي عزموا عليه (وهم يمكرون) به ، أي لم تحضرهم فتعرف قصتهم فتخبر بها وإنما حصل لك علمها من جهة الله.

*{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً }الكهف26.
(قل الله أعلم بما لبثوا) ممن اختلفوا فيه وهو ما تقدم ذكره (له غيب السماوات والأرض) أي علمه (أبصر به) أي بالله هي صيغة تعجب (وأسمع) به كذلك بمعنى ما أبصره وما أسمعه وهما على جهة المجاز والمراد أنه تعالى لا يغيب عن بصره وسمعه شيء (ما لهم) لأهل السموات والأرض (من دونه من ولي) ناصر (ولا يشرك في حكمه أحدا) لأنه غني عن الشريك.

*{أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً }مريم78.
(أطلع الغيب) أي أعلمه وأن يؤتى ما قاله واستغني بهمزة الاستفهام عن همزة الوصل فحذفت (أم اتخذ عند الرحمن عهدا) بأن يؤتى ما قاله.

*{قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}النمل65.

(قل لا يعلم من في السماوات والأرض) من الملائكة والناس (الغيب) ما غاب عنهم (إلا) لكن (الله) يعلمه (وما يشعرون) كفار مكة كغيرهم (أيان) وقت (يبعثون).

*{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ }سبأ14.
(فلما قضينا عليه) على سليمان (الموت) أي مات ومكث قائما على عصاه حولا ميتا والجن تعمل تلك الأعمال الشاقة على عادتها لا تشعر بموته حتى أكلت الأرضة عصاه فخر ميتا (ما دلهم على موته إلا دابة الأرض) مصدر أرضيت الخشبة بالبناء للمفعول أكلتها الإرضة (تأكل منسأته) بالهمزة وتركه بألف عصاه لأنها ينسأ يطرد ويزجر بها (فلما خر) ميتا (تبينت الجن) انكشف لهم
(أن) مخففة أنهم (لو كانوا يعلمون الغيب) ومنه ما غاب عنهم من موت سليمان (ما لبثوا في العذاب المهين) العمل الشاق لهم لظنهم حياته خلاف ظنهم علم الغيب وعلم كونه سنة بحساب ما أكلته الأرضة من العصا بعد موته يوما وليلة مثلا.

*{وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }سبأ53.
وقد كفروا بالحق في الدنيا, وكذبوا الرسل, ويرمون بالظن من جهة بعيدة عن إصابة الحق, ليس لهم فيها مستند لظنهم الباطل, فلا سبيل لإصابتهم الحق, كما لا سبيل للرامي إلى إصابة الغرض من مكان بعيد.

*{إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }فاطر38.
إن الله مطَّلع على كل غائب في السموات والأرض, وإنه عليم بخفايا الصدور, فاتقوه أن يطَّلع عليكم, وأنتم تُضْمِرون الشك أو الشرك في وحدانيته, أو في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، أو أن تَعْصوه بما دون ذلك.

*{إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }الحجرات18.
إن الله يعلم غيب السموات والأرض, لا يخفى عليه شيء من ذلك, والله بصير بأعمالكم وسيجازيكم عليها, إن خيرًا فخير, وإن شرًا فشر.

*{أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ }الطور41.
أم عندهم علم الغيب فهم يكتبونه للناس ويخبرونهم به؟ ليس الأمر كذلك; فإنه لا يعلم الغيب في السموات والأرض إلا الله.

*{أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى }النجم35.
(أعنده علم الغيب فهو يرى) يعلم من جملته أن غيره يتحمل عنه عذاب الآخرة ألا وهو الوليد بن مغيرة وجملة أعنده المفعول الثاني لرأيت بمعنى اخبرني.


*{أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ }القلم47.
بل أعندهم علم الغيب, فهم يكتبون عنه ما يحكمون به لأنفسهم مِن أنهم أفضل منزلة عند الله مِن أهل الإيمان به؟

*{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً }الجن26.
وهو سبحانه عالم بما غاب عن الأبصار, فلا يظهر على غيبه أحدًا من خلقه.

*{وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ }التكوير24.
(وما هو) محمد صلى الله عليه وسلم (على الغيب) ما غاب من الوحي وخبر السماء (بضنين) أي بمتهم وفي قراءة بالضاد أي ببخيل فينتقص شيئا منه.
*{وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }النمل75.
وما مِن شيء غائب عن أبصار الخلق في السماء والأرض إلا في كتاب واضح عند الله. قد أحاط ذلك الكتاب بجميع ما كان وما يكون.

ومما سبق يتضح من تاريخ الفتوى يبين أن الفتوى قد تكون :-
1 - فتاوى علمية.
2 – فتاوى عقلية.
3 – فتاوى قانونية بين الحاكم والمحكوم.
4 – فتاوى الشريعة.
5 – الفتوى بعدم جواز الفتوى في القضايا الغيبية .






الوحدة الثامنة:
(ضوابط الفتوى)
ضوابط الفتوى:
للفتوى حدود يجب ألا تتجاوزها والحدود هي من جهة المستفتى والمفتى معا :-

1 - من جهة المستفتى.
- لا تستفت فيما هو رجما بالغيب ولم ينبأ به أحد(وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً).
- لا تستفت من لا عقل له.
- لا تستفت من لا علم له بأمر الفتوى(وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً).
- أطلب الفتوى فيما أشكل عليك قطع الأمر فيه(يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي).
- أطلب الفتوى من العالم في تخصص الفتوى علمية كانت أو شرعية أو قانونية.....الخ(يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا).
- أطلب الفتوى من الصادق الذي ثبت صدق فتواه من قبل.

2 – من جهة المفتي .
- لا تفتى فيما لا تعلمه أو لم تنبأ به(قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ).
- يجب أحالة الفتوى لمن هو أقدر منك علي حل ما أشكل فيها(وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ) .
- يجب أن تكون حازما في فتواك متيقنا من علمك فيها متحملا مسؤوليتك عنها (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ).
-لا تفتى فيما هو رجما بالغيب وتكرر أقوال من يقولون .
- لا تفتى بما هو مناقض للعقل .
- لا تمنع علمك بالفتوى عن الناس.
- إذا كنت حاكما أطلب الفتوى من الملأ للفتاوى المطلوب القطع في أمرها واستشهد الملأ عليها.

الوحدة التاسعة:
(الاستنتاجات)
من دراسة تحليل المحتوي للآيات المحتوية علي لفظ الفتوى وجد أنها تسع آيات وهي :-
1 – ثلاث آيات من سورة يوسف وهي الآيات رقم 41 و43 و46 .
2 – آيتان من سورة الصافات وهي الآيات رقم 11 و 149 .
3 – آيتان من سورة النساء وهي الآيات رقم 127 و 176 .
4 – آية واحدة من سورة النمل وهي الآية رقم 32 .
5 – آية واحدة من سورة الكهف وهي الآية رقم 22 .
وباستخدام وحدات التحليل الكمي الخمسة ( الكلمة و الموضوع والشخصية والمفردة ومقاييس المساحة والزمن) خلص البحث إلي التالي :-

1 – بتحليل الآيات وجدت النتائج التالية:-
* هناك علاقة وثيقة بين الحاكم والملأ فهم مصدر الفتوى كل منهما للأخر.
* لا يجوز للحاكم أن يستأثر بالفتوى في الأمور التي تحتاج أن يفتي عليها فتوى قاطعة حتى يشهد ملأه عليها.
* يجوز للعامة والخاصة أن يستفتوا المفتى في قضاياهم شريطة أن يكون هذا المفتى كفؤا للرد علي هذه القضايا وتقع في مجال علمه الذي تعلمه بكفاءة وإتقان.
* لا يجوز استفتاء الكفار ممن ثبت عدم رجاحة عقلهم في أحكامهم علي الأمور وهو ما ثبت عن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم فهو لم يستفتيهم في قضيتين رغم نزول القرآن بالقول( فاستفتهم) .
* لا يجوز الإفتاء بغير علم فرغم أن الناس قد استفتوا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم فهو لم يجيب عليهم بنفسه إلا بعد أن أنبأه الله بالقرآن ليقول قل الله يفتيكم.
* لا يجوز الاستفتاء فيما هو رجما بالغيب ولا يعتمد علي علم يقيني وهو مما لم يرد فيه علم.

2 – بتحليل الجمل في الآيات محل الدراسة وجدت النتائج التالية:-
*بعض تكرر الجمل بنفس النص في القرآن يدل علي الارتباط الوثيق بين كلمات النص.
*بعض تكرار الجمل يدل علي ضرورة تحري الدقة والنقل الصادق لنص القضية.
* الجواب( قل الله يفتيكم) لأن الله جل جلاله هو صاحب العلم في هاتين القضيتين وهما الكلالة والنساء.
* عدم استفتاء أحدا في قضايا الرجم بالغيب.
*لا فتوى ممن لا يملكون العقل.
* لابد أن يكون المفتي صديقا يشهر عنه كثرة الصدق وأن المفتي قد عرف عنه بالمتابعة صدق فتواه من قبل.
* لا يجوز المجادلة والمناظرة إلا بما هو بين وظاهر بالحجج اليقينية وليس رجما بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله .
* حاجة الناس إلي الفتوى التي توضح لهم الأشياء التي يشكل عليهم فهمها ليتعلموا ما هو المقصود منها .

3 – بتحليل الكلمات في الآيات محل الدراسة وجدت النتائج التالية:-
* احتواء هذه العينة من آيات القرآن علي أعلي قدر من المعلومات الخاصة بالفتوى.
*أشارت الكلمات إلي موضوعات مثل الفتوى والقضاء والحساب العددي والعلم والخلق وقضايا أخري كثيرة شملت مختلف جوانب الحياة.

4 – بتحليل الشخصيات في الآيات محل الدراسة وجدت النتائج التالية:-
**يوسف الصديق عليه السلام هو بحق من يستحق لقب المفتى في القرآن فقد ذكرت سورة كاملة باسمه وسردت حياته كاملة علي مرة واحدة مفصلة
وارتبط اسمه مع الإفتاء وشملت السورة المسماة باسمه علي ثلاث آيات من الآيات التسع التي ذكر فيها لفظ الإفتاء.
**الملأ وهم أهل المشورة للملك العادل يشاركهم الرأي والإفتاء في قضايا الدولة وغالبا ما يكونون أهل العلم والخبرة والثقة ووجهاء القوم وفد تتوسع الدائرة لتشمل بعضا من الناس العاديين أو أهل العلم منهم.
**الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قد ذكر مرتين بالقول استفتهم في سورة الصافات ومرتين بالقول( يستفتونك في) وذكر مرة بالقول لا تستفت فيهم منهم أحدا فيكون عدد المرات التي ذكر فيها رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم هو خمس مرات في تسع آيات بينما ذكر يوسف عليه السلام مرتين فقط في التسع آيات وهذا يبين أهمية شخصية الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم في
موضوع الفتوى رغم أنه لم يفتى في أي مرة من المرات الخمس التي ذكر فيها وذلك لأنه لم يكن ليفتى عن شيء لم يحط به نبأ .
**طلب الاستفتاء من الكفار في قضيتين لا يستفتى فيهما عاقل وهذا لبيان أنه لا يجوز استفتاء من فقد الأهلية للفتوى لعدم رجاحة عقله.

5 – بتحليل حيز الآيات محل الدراسة وجدت النتائج التالية :-
* أكبر حيز للآيات في للسور القرآنية الكريمة هو لسورة يوسف ثم تلتها سورة الصافات والنساء ثم سورة النمل والكهف.وهذه السور مهمة لمن أراد دراسة موضوع الفتوى في القرآن الكريم.
6 – بالنسبة للعناصر الرئيسية المطلوبة للبحث في الفتوى ( أهميتها وضوابطها وآثارها) وجدت النتائج التالية:-
* المفتى قد يكون شخصا أو يكون جماعة مثل الملأ وسلوك المفتى في كلتا الحالتين لابد وأن يتسم بالانضباط وكذلك سلوك المستفتى في الآيات التي ذكر فيها لفظ الفتوى والمستفتى أيضا قد يكون فرد أو جماعة.
* تكوين شخصية المفتى من الأشياء المهمة جدا في الفتوى لأن المفتى هو العنصر الأساسي الفعال في الفتوى وإذا صلح صلحت الفتوى وإذا لم يصلح لم تصلح الفتوى.
* المفتى الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم لم يجيب عن أي فتوى بما لم ينبأ بعلمه رغم إلحاح المستفتى وسورة المجادلة خير مثال علي ذلك.
* عدم الاستفتاء في قضايا الرجم بالغيب التي يكثر فيها من يقولون وكل قولهم هو رجما بالغيب.
*للفتوى حدود يجب ألا تتجاوزها والحدود هي من جهة المستفتى والمفتى معا .
* الفتوى قد تكون:-
1 - فتاوى علمية.
2 – فتاوى عقلية.
3 – فتاوى قانونية بين الحاكم والمحكوم.
4 – فتاوى الشريعة.
5 – فتاوى لا تجوز مثل الفتوى في القضايا الغيبية.
* للفتوى الصالحة آثار عظيمة علي كل من المفتى والمستفتى والمجتمع وهي آثار تدفع بالثلاثة إلي ما فيه الخير والرخاء للجميع.

وخلاصة ما سبق فإن الدراسة العلمية بمنهج تحليل المضمون واستخدام وحدات التحليل الكمي الخمسة قد أدي إلى تحقيق النجاح في الحصول علي الإجابة علي السؤال الرئيسي محل الدراسة (ما مدى احتواء الآيات القرآنية علي العناصر الرئيسية الخاصة بقضية الفتوى والمسائل المتعلقة بها؟) وقد أوضح احتواء هذه الآيات علي هذه العناصر الخاصة بالفتوى وأوضح أن للفتوى في الشريعة الإسلامية سلوك وتاريخ وتأهيل يواكب ضوء المتغيرات المعاصرة في ضوابطها وآثارها على المجتمع .

الوحدة العاشرة:
(التوصيات والبحوث المقترحة)
أولاً: التوصيات:
· الاهتمام بالمنهج العلمي التحليلي لمضمون الآيات في القرآن, وتحليل هذا النص يساهم بشكل فعال في فهم مضمون الآيات ,ووضع الترتيب المنطقي للحقائق حسب موقعها من الأهمية ,ويساهم بشكل فعال في زيادة الأيمان بالله وما أنزله في هذه الآيات من علم ومن خير للمؤمنين .
· يجب علي المسلمين قبل النظر في بعض القضايا. البحث أولا في النص القرآني ومدي احتواءه علي معلومات حول القضية محل الدراسة ,ويجب أن يتم هذا البحث بكل مثابرة وموضوعية وبطريقة لا تعتمد علي فطنة وذكاء الدارس ولكن بإتباع منهج علمي متعارف عليه في طرق البحث العلمي ولا يخضع لتفسيرات وتأويلات الباحث, ولكن يعتمد علي المعلومات الكمية المستخرجة من الموضوع محل الدراسة,و بما يثبت احترامنا لما نمتلكه من علم أنزله الله لنا في قرآنه الكريم, فإذا لم نجد ما نبتغيه, وهذا يندر حدوثه إذا بذلنا الجهد المطلوب للبحث في الآيات, نستطيع بعدها أن ننتقل إلي المصادر الأخرى للبحث مثل الأحاديث النبوية الشريفة أو المذاهب الفقهية الإسلامية .
ثانياً: البحوث المقترحة:
* نقترح أن تتم منهجه كل كلمات القرآن لتصبح رؤوسا لموضوعات لدراستها وإصدار موسوعة متكاملة تضم كل كلمات القرآن ,و يتم تحليل الآيات المحتوية علي هذه الكلمات باستخدام منهج تحليل المحتوى واستخدام وحدات التحليل الكمي الخمسة ( الكلمة -الجملة - الفقرة -الشخصية - الحيز) للخروج بقاعدة بيانات حول الحقائق المحتواة داخل هذه الآيات وذلك لخدمة أهداف البحث العلمي في القرآن.

المراجع:
1- القرآن الكريم.
2- عبد اللطيف يوسف(1998 م) , مختصر المفردات في غريب القرآن للأصفهاني ,دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع, بيروت , لبنان.
3- مجمع اللغة العربية ,المعجم الوجيز , الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية , طبعة (1996م) , القاهرة,مصر.
4- الإمام محمد أبى بكر الرازي , مختار الصحاح , وزارة المعارف , المطبعة الأميرية (1995 م),القاهرة,مصر.
5- محمد فؤاد عبد الباقي(1992 م), المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم, دار الفكر, ط3 , بيروت,لبنان.
6- ذوقان عبيدات-عبدا لرحمن عدس- كايد عبد الرحمن(1996 م),البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه,دار الفكر ,ط5 , عمان, الأردن.
7- برنامج الحاسب الآلي( المصحف الرقمي) بحاشية تفسير الجلالين والتفسير الميسر,(سلسلة حقيبة المسلم-القرآن الكريم) ,مركز الحاسب والمعلومات بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الزلفى 1425هـ,الإصدار الأول ,الزلفى ,السعودية.

ليست هناك تعليقات: